خاص -
جثة صاحب الكازينو .....والعشاء الأخير الدامي
كتب محمد الحلبي
ما من شك أن الحياة صعبة وقاسية ، وما من شك أن طريق الخير مليء بالأشواك والمطبات ، ولكن .. هل فعلاً الضرورات تبيح المحظورات ؟ أليست تلك المحظورات هي من تودي بنا إلى الهلاك دائما ً؟ أما من شماعة غير الفقر نعلق عليها انغماسنا في الخطيئة ؟ قد تتعدد الأسباب والمسببات ، ولكن في النهاية النتيجة واحدة ، ضياع وتشتت ومصير أسود مشؤوم ..
على حافة الهاوية : قد تكون قلة ذات اليد ، وقد يكون هو الفقر ، وقد تكون هي نفسه الضعيفة من دفعت به إلى العمل في أحد الملاهي الليلية وجعلته ينغمس في عالم مجهول لا يدخله إنسان إلا وله ألف سبب وسبب دفع به إلى الهروب واللجوء إلى تلك الأماكن الماجنة ، وهناك تعرف (سمير) على إحدى فتيات الليل وتزوج بها وأبعدها عن ذلك العالم الماجن والمظلم ، لكنه بقي هو يعمل في أحد سراديبها كونه لا يجيد أي عمل آخر ، وقد مرت السنون ورزق (سمير) بفتاتين سرعان ما تفتحت أنوثتهما عندما رآهما ذات مرة صاحب الملهى الذي يعمل لديه (سمير) ليطلب منه أن يجعل ابنتيه تعملان معه في الملهى مقابل رواتب مغرية ، لكن (سمير) رفض الفكرة تماماً ، في حين بقي صاحب الملهى المدعو (أبو جواد) يذكره من فترة ٍلأخرى باستغلال تلك النعمة التي منحه إياها القدر – على حد تعبيره – لتحسين وضعه المادي ، في هذه الأثناء اشتد مرض زوجة (سمير) واضطرت إلى القيام بعمل جراحي ، مما دفع بسمير إلى استدانة مبلغ مالي من (أبو جواد) حيث لم يتوان هذا الأخير عن إقراض (سمير) المال الذي طلبه ، ليس حباً به ، بل لإنه يعلم أن (سمير) لن يقدر على سداد الدين ، وسوف يستغل هو هذا الأمر ليضغط على (سمير) لإحضار ابنتيه للعمل في الملهى ،لكن (سمير) وبعد أن اقترض المال بفترة قصيرة فاجأ (أبو جواد) بأن ترك العمل عنده ، ولجأ إلى العمل في ملهىً ليلي ٍآخر ، معتبراً أن ما اقترضه من مال من (أبو جواد) هو تعويض له عن سنوات العمل لديه ، ولكن ما هي إلا شهور قليلة حتى استغنى عنه صاحب الملهى الجديد ليجد (سمير ) نفسه في الشارع دون عمل ، فكر كثيراً بحلٍ لمشكلته ، فلم يجد سوى أن يستجدي رحمة معلمه الأول (أبو جواد) لإعادته إلى العمل لديه ، فقام بدعوته على العشاء في منزله ليحادثه في هذا الموضوع .....
العشاء الأخير : دخل ( أبو جواد ) إلى منزل (سمير) وجلس مع أسرة هذا الأخير على مائدة واحدة ، وبعد العشاء قال (سمير) لأبي جواد أنه راغب بالعودة للعمل عنده مجددا ، واقترح عليه أن يقوم باقتطاع المبلغ الذي استدانه منه من راتبه ، لكن (أبو جواد) عرض على (سمير) اتفاقاً آخر ، بأن تقوم ابنتاه بالعمل معه في الكازينو لحين سداد دينه ، وما إن سمع (سمير ) كلام ( أبو جواد ) حتى ثارت ثائرته ونشب عراك بينهما قبل أن ينسحب (سمير ) إلى المطبخ ويحضر سكينا راح يطعن بها أبي جواد عدة طعنات ارتمى على إثرها أبي جواد على الأرض دون حراك ،وما هي إلا لحظاتٍ قليلة حتى عاد سلطان العقل إلى (سمير ) لكن بعد فوات الأوان ، إذ وجد (سمير ) نفسه أمام جريمة قتل لم يكن يريد ارتكابها ، فكر بمخرج لما اقترفه من جرم لكن الحيلة لم تسعفه ، فقرر الاتصال برجال الشرطة وادعى أمامهم أن (أبو جواد ) تهجم عليه في منزله بحجة استرداد دين له في ذمته ، ولكن المشاهدات الأولية على أرض الحدث كانت توحي بعكس ذلك ، فزجاجات المشروب والفاكهة و(نفس الأركيلة )كل ذلك كان يدل على أن المغدور كان في جلسة صفاء ومطمئن لجلاسه ...
في المحكمة : بعد أن أحيل (سمير) إلى القضاء بتهمة القتل القصد حاول هناك أن يغير من أقواله ويدعي أن (أبو جواد ) حاول التحرش بإحدى ابنتيه أثناء تواجده خارج الغرفة عندما استنجدت ابنته به ، وهذا الكلام طبعا أكدته ابنته أيضاً وأضافت على ذلك أن المغدور عرض عليها المال مقابل أن يمارس الجنس معها ، وأنها عندما أخبرت أبيها بالأمر فقد والدها أعصابه وارتكب جريمة قتل بدافع الشرف ، وأضاف (سمير ) على كلام ابنته أنه لم يكن ينوي قتل (أبو جواد) بل كان يقصد إخافته فقط ، لكن هيئة المحكمة ولدى مراجعتها لملف القضية رأت أن نية القتل لم تكن مبيتة سابقا لدى المتهم ، ولكن عدد الطعنات التي تلقاها المغدور وأماكن تمركزها _ القلب والعنق_ تدل على عزم الجاني على إزهاق روح ضحيته حتى النهاية ...
وبناء على ما تقدم قررت محكمة الجنايات تجريم المتهم ( سمير ) بجناية القتل القصد ومعاقبته بسجن الأشغال الشاقة 15 عاماً ، قرار وجاهياً قابلا للطعن بطريق النقض ، صدر وأفهم علناً
التاريخ - 2015-04-17 12:11 PM المشاهدات 1117
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا