شبكة سورية الحدث


عاد من السفر ليقتل صديقه من أجل (50) ألف ليرة سورية

 خاص - عاد من السفر ليقتل صديقه من أجل (50) ألف ليرة سورية رولا نويساتي الفقر وضيق ذات اليد كانا السببين الرئيسيين لخلافات (غسان) وزوجته (رجاء) الدائمة, ورغم ذلك كان مبدؤه الدائم في الحياة المثل القائل: (على قد لحافك مد رجليك), إلا أن الظروف أحياناً قد تفرض علينا أشياء لم تكن بالحسبان قد تغير مجرى حياتنا بشكل جذري وهذا ماحدث مع (غسان), عندما قرر السفر بصحبة زوجته وطفليه إلى بلد عربي مجاور, بعد أن احترق منزله بالكامل بريف دمشق الجنوبي من جرّاء الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد, وبعد أن سدت جميع الأبواب بوجهه بعد أن لجأ لبعض الأقارب الذين لم يكونوا بأفضل حال منه, كونه بقي لعدة أشهر في منزل ذويه الذين لم يكونوا في توافق مع زوجته, والتي انتهزت الفرصة لتشجيع زوجها على تلك الخطوة باعتبار أن نفسيتها أصبحت بحال يرثى لها. الورقة الأخيرة تم بيع ما تبقى من قطع الصيغة الذهبية التي كانت في حوزة (رجاء) تجهيزاً لتلك السفرة, إلا أن المبلغ الذي أصبح بحوزة (غسان) وعائلته لايكفيهم للعيش هناك سوى لما يقارب الشهرين رغم طرقه لأبواب أغلب معارفه وأقاربه الذين تبرعوا له ببعض النقود الضئيلة... لم يبقَ لـ(غسان) سوى صديقه (حسن) والذي يعتبر بمثابة الورقة الأخيرة الرابحة باعتباره ميسور الحال مقارنه بـ(غسان) إلا أنه بخيل بعض الشيء أو أنه لا يحب أن يقرض أحداً, لكن الموقف الذي وصل إليه (غسان) دفعه لطرق باب منزل صديقه بصحبة زوجته وطلب منه أن يستدين (100000) ليرة سورية كونه سيذهب إلى بلاد الغربة ولا أحد يعرف ماالذي ينتظره هناك, رفض (حسن) بداية الأمر إلا أن توسلات (رجاء) ودموعها التي ذرفتها إضافة إلى قطع (غسان) وعداً لصديقه بإرجاع المبلغ له بأقصى سرعة كونه من اليوم الأول سيقوم بالبحث هناك عن عمل, كانت كفيلة لمراجعه (حسن) لحساباته وموافقته لإعطائه مبلغ (50) ألف ليرة سورية على أن يعيده له بعد شهرين فقط مهما تكن الأسباب... قبل (غسان) شرط صديقه وأخذ المال وانصرف مع زوجته بعد أن تشكرا (حسن) مؤكدين له بإيفائهما لوعدهما. العودة إلى ربوع الوطن في صباح اليوم التالي كان (غسان) وعائلته في موعد مع السفر, وما أن وصلا إلى المكان المنشود حتى بدأ سيناريو العذاب بداية بالسفر وإيجاد منزل للآجار في ظل ارتفاع الأسعار وليس انتهاءً بعدم إيجاد (غسان) لأي عمل يساعده على الاستمرار للعيش في تلك الظروف السيئة, وهذا ما سردته (رجاء) فيما بعد, وبعد مضي ما يقارب الشهرين وقبل أن ينفذ ما تبقّى مع (غسان) من مال قرر العودة للبلاد, وما إن وصل حتى اتصل بـ(حسن) علّه يساعده في العثور على شقة للإيجار, إلا أن الأخير تهرب من ذلك وطلب منه بمعاودة الاتصال به حال استقراره في شقة حتى يهنئه بعودته بالسلامة, ليبدأ (غسان) رحلة البحث عن منزل للآجار يأوي إليه مع أفراد أسرته بما تبقى معه من نقود... ساعات قليلة تم العثور خلالها على شقة في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق. مهلة كتبت نهايته لم يكن يدري (غسان) بأن قرار عودته لوطنه سيكلفه حياته, بعد أن اعتقد (حسن) بأن صديقه عاد ومعه الكثير من النقود وسيوفيه المبلغ الذي استقرضه منه فور رؤيته, انتظر (حسن) اتصال (غسان) بفارغ الصبر لينطلق إلى عنوانه, لكن بعد مكوث (غسان) في شقته صديقه لفترة لابأس بها لم ينطق الأخير ببنت شفة عن موضوع المال الذي استقرضه منه, الشيء الذي أغضب (حسن) وبادر بسؤاله فيما إذا سيوفي بوعده, إلا أن (غسان) الذي ارتبك طلب من صديقه إعطاءه مهلة أخرى وبدأ يشرح له الظروف القاسية التي مرّ بها مع أسرته, لكن (حسن) قاطعة واقفاً وطلب منه تأمين المبلغ كاملاً مساء اليوم التالي دون أن يسمح له بتقديم أي اعتذار, وغادر منزل (غسان) والشرر يتطاير من عينيه. جثة في الظلام (غسان) الذي بات ليله مستيقظاً يفكر في كيفية إرجاع المال لصديقه خلال 24 ساعة لم يتوقع باقتراب دنو أجله على يد صديقه كونه لم يستطع إيفاء دينه, ففي مساء اليوم التالي جاء (حسن) على موعده وأخبر (غسان) بأنه يريد أن يكلمه, لكن الأخير أشار له أن يدخل لمنزله ويتكلم كما يشاء, لكن (حسن) رفض, حيث استأذن (غسان) من صديقه لجلب مفتاح المنزل للخروج معه, وأخبر زوجته بأنه سيذهب برفقة (حسن) ولن يتأخر, حاول (الأخير) السير مع (غسان) في حارات مظلمة وأخذ يسأل الأخير فيما إذا جلب المال معه, لكن (غسان) أخبره بأنه لم يستطع أن يدبر ولا حتى ليرة واحدة منه, ما استفز (حسن) الذي أشار لصديقه بأنه كان على يقين بأنه كان ينوي أن ينصب عليه, لكن (غسان) الذي استهجن الأمر حاول إيقافه عند حده الشيء الذي أغضب (حسن) فما كان منه وبعد احتدام حدّة النقاش وخروجه إلى حد التشابك بالأيدي, سوى إخراج سكين كبيرة كان قد جلبها معه لهذا الغرض وقام بغرسها في صدر (غسان) استقرت في الجهة اليسرى القريبة من القلب, ليعاود (حسن) توجيه عدة ضربات أخرى استقرت في مناطق مختلفة من جسد (غسان) الذي سقط على الأرض وسط بركة من دمائه, فيما فرّ (حسن) عائداً إلى منزله. تهم واعترافات انتظرت (رجاء) عودة زوجها طيلة الليل وتخلل ذلك الاتصال بـ(حسن) الذي أنكر رؤيته لـ(غسان) في تلك الليلة, وأمام الحيرة والشك والقلق الذي اعترى الزوجة كان لابد من التحرك في صباح اليوم التالي لفك اللغز المحير حول اختفاء زوجها بتلك الطريقة الغامضة, فبوصول (رجاء) إلى قسم الشرطة وسرد ما حدث معها بالتفصيل, أشار المحقق بوصول جثة لرجل بالعقد الرابع من عمره توافق صفات زوج (رجاء) التي أكدت ذلك بعد مشاهدتها للجثة... كانت أصابع الاتهام تشير إلى (حسن) الذي أنكر بداية التهمة الموجهة له, إلا أن عدم إثبات وجوده في ذات الساعة التي قتل بها (غسان), وتهديده للأخير في اليوم الذي سبق الجريمة, إضافة إلى رؤية زوجة المغدور مع زوجها في ذات اليوم بعد أن أخبرها (غسان) بأنه سيذهب بصحبة (حسن) الذي أنكر ذلك فيما بعد, كل ذلك أربك القاتل الذي انهار معترفاً بقتله لصديقه من أجل (50) ألف ليرة سورية, حيث تم تنظيم الضبط اللازم بحقه ومن ثم إحالته للقضاء لينال جزاء ما اقترفته يداه الآثمتان.
التاريخ - 2015-04-17 6:07 PM المشاهدات 1575

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا