_كان يمتلكُ في جوفهِ كمّاً هائلا من الآلامِ المبعثرةِ في زوايا مجرتهِ الممزقة .. كانَ يخوضُ آلافَ المعاركِ مع الذات .. يُوبّخُ نفسهُ حيناً .. وتغمرهُ عاطفتهُ أحياناً .. فيغلبُ الحب القسوة ويتدمرُ القلبُ بأوهامٍ ظنّ أنه يعيشُ بها ...فيندمُ عليها لبرهةٍ من الزمن ويسعى لاحتضانِها بحروفهِ بكل ما آوتيَ من ندم .
_فسلامٌ إليكَ يا جوى القلب .
_ كنتَ كَمزيجٍ مكوّنٍ من ياقوتةِ الحبّ الأولى، وريحانةُ المسكِ الأَوْلى بعبيرِ الشهادة ،وبطيبِ العبقِ وخلودهِ .
تهدي حضوركَ لفاتنةِ القسوةِ والجموح .. فَتُخرِجُ من روحكَ كلمات كالغيثِ تنهمرُ برقةٍ على بركان قلبها ليسقيها من نبعِ جوفهِ ويبسمُ ثغرها الجاف .. ويزرعُ النقاءَ في عروقها.
إلى أن جاءَ الوقت وجفّ النبعُ من قسوتها ولوّن الصفاء بالسوادِ الذي تبعثرَ من وجود حبها
_حب ..كهدوءِ الليلِ .. كجمالِ الصباحِ .. وكوردةٍ بنفسجيةٍ تغتّرُ بنفسها .. وكشابٍ باتَ يفني حياتهُ للحياة التي ظنها الحياة .. فانعدمَ هو بسببها..!!
كان هذا وأكثر مضمون شغفِ حبهِ لها .. فالكلماتُ دائما ما كانت تخذله .
_ قدْ كان يظن أنها قدرهُ الجميل .. واقعهُ الذي كان يبني آمالَ عمرهِ عليه .
أنها فراشةُ الربيع .. فاتنةُ النهار .. عرشُ قلبهِ الممتدِ للانهايةِ بين يديها المتكورتينِ بقوةِ الصاعقة ..حول قلبه .
_ويقولونَ إن بعض الظن إثم _
_وفعلاً إثمٌ بغيضٌ هي .. ظنونٌ مشوّهة .. وغموضٌ لا يفقهُ سواهُ معناها .
كان يتوقُ بشراسةٍ بإلقاء الغضبِ عليها .. رميها بجمراتِ الوجع التي تخرج من بركان جوفهِ .. سحقها ببلادةِ مشاعره التي تضجّ شوقاً إليها .. لكنه لم يسطع لذلك سبيلا .
حبهُ المدفونُ بهِ تمكن منه .
حرفٌ منها كان كفيلاً بإعادة احيائه بعد أن تم موته بفعل يديها ..
لكن خجلها من نفسها رماها قتيلةً .. مُلامةً من القلب .. تستهزئُ بها النفس .. وتضحكُ على غبائها المشاعر .
تريدهُ بجنون الفيضان .. باستحواذها على كل قطعة منه .. بضمهِ بشوقٍ إليها .. وبزرعِ ورودٍ داخل جوفهِ بدلا من الاشواكِ التي استعمرتهُ من إهمالِ روحها.
_وأخيرا ... سحقاً لكلماتٍ عجزت البوحَ عمّا في الكبت من وجع .
_سحقاً لواقعٍ بُتِرَ من ملامح وجدِكَ وجواكَ ووجودِ يديكَ .
_وسحقاً لي .. لانني سعيتُ لهلاكِ الربيع .
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا