#_أنا_العربي..
أقول عذراً...
أقول عذراً ولا أريد مغفرة من أحدٍ،
ذاتها لم تتغير و ستبقى،
فلا أحداً يأخذ مكانها اعتقدتْ إنّكن عشيقاتي
لكن في النهاية كنتن صديقاتٍ لا أكثر
ولا أدري هل ظُلمتْ الصداقة بكن؟
ناديتموها صديقتي، حبيبتي، شقيقتي وأختي..
وعندما اغتُصبت أختَها ودمِّر أخاها...
أصبحتن شقيقاتها من خالتها،
وعلى جرحها أقمتم الحفلات ولم تعلموا من أنا..!
أنا العربي...!
والدي اليمن الجريح،
وأمي ليبيا الخضراء،
وأخي العراق الرفيق،
وشقيقتي الجزائر المجزئة.
ولِدتُ في الصومال الفقير، وفتّحت عيني في لبنان الكبير،
أنا من رضع من ثدي الأمة العربية، أنا العربي ومن أنتم؟
أنا العربي...
بلدي من ماءٍ إلى ماءِ، حل به ألفٌ وألفُ داءِ..
وأصبح كالرجل الأعمى.
هجرناك..! فعذراً منك يا أقصى،
هجرتم الأقصى فما الفعل يا أنتم؟
كالعادة ومثل كل مرة...
مقاومون،مستنكرون،متعاطفون...كلاماً
إلى متى...؟
كفى آرجوكم كفى
أما أنا فسأتزوج القضية
وأنجب من انتفاضتها كل يوم ثائراً وثائرَين،
وكل يوم شهيداً وشهيدَين،
إلى متى ندافع عن الحجارة بالأسلاك ؟
أجلس وراء شاشتي وأبدأ المقاومة؛ أستنكر وأدافع من خلف لوحٍ زجاجي
وبعد دقيقتين[دقيقتين فقط]
أغلق شاشتي وأذهب إلى حبيبتي.
أين أنتم..؟
إمرأة تبكي على ولدها في فلسطين،
وأخرى وراء قضبان الإحتلال في العراق،
وإمرأة تنام جائعةً في الصومال،
وثكلى تحمل كفن أخيها في اليمن،
وأنتم تبكون على امرأة لا تقود السيارة في أرض الحجاز..
فأين أنتم؟
أنا العربي...!
أنا من سار دمُ أبنائي في مائي مفتخراً،
أنا من ذُبح أبنائي بسكين بترولكم.
حملت القضية في يميني فقطّعتم القضية والأصابع ويديّ.
بعتم القضية بدراهم أجنبية،
وأطعمتم أبنائكم لحوم الفلسطينية بخبز الصهيونية..
إلى متى تبقى تلك البلاد صامدة،
ونعود جميعنا يداً واحدة.
كيوم قلنا فيه "من دمشقْ هنا القاهرة"
سأحكي لكم قصة...
فاسمعوني..!
في إحدى محافظات الدولة العربية
وقفتْ أمٌّ تنادي ابنها..:
قم يا ولدي..
قم يا ولدي عد إلينا فالكل قد تبرأ منّا
لم يبقَ لي سواكَ ووطنٌ جريحٌ رموه بسهام الطغيان..
-قال الشهيد : ما الّذي حصل يا أمي؟
_فاستهلت بإجابةٍ: لم يحصل شيئاً..!
سوى أن الذي قتلك بالأمس صافحناه،
والذي يتّم حفيدي بالأمس حضناه
_لكن بالله قل لي كيف قُتلت يا ولدي؟
-يا أمي..! ما بعد كلامك أحسسْتُ القتلَ،
لم أعلم مت قتلاً، ذبحاً، إعداماً، أم برصاصٍ لم أعلم
لكن يا أمي قابيل قد عاد وأنا هابيل المسجّى تحت التراب
_هل أنت فرح في جنتك يا ولدي وماذا تفعل؟
-أمي إني أدرّب نفسي للقتال مع جيش جهّزَهُ الله منذ ألفِ ألفِ عام؛ من بدرَ إلى أُحد إلى الخندق مروراً بكربلاءَ وتشرينَ إلى الآن.
أنا العربي...!
أحمل التوراة في يميني،
والزبور في شمالي،
على صدري إنجيلي وقرآني،
وفي قلبي اتّحد صليبٌ وهلالٌ.
أنا المسيحي الذي عُمد في المسجد،
أنا المسلم الذي قال وسط كنيسة
" بسم الله الرحمن الرحيم "
#_محمود_حكمت_حميدوش
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا