ولا يضم عالم "الحيوانات الأليفة المؤثرة" فقط الكلاب والقطط المحبوبة، ولكن أيضاً الخيول، والأرانب، والقنافذ، والحشرات، وأصبحت تحصد ملايين المتابعين من جميع أنحاء العالم، وقد يكون النجم في هذا المجال حيواناً يعالج من الديدان، أو قطة جذابة نائمة على فراش من تصميم فنان متخصص، أو كلب من فصيلة الباك المتميزة بالتجاعيد، والوجه القصير، يتناول أطعمة عضوية.
ويقول يوناس فولف من وكالة "بالس" المتخصصة في تسويق الحيوانات الأليفة المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي في هامبورغ، إن "الناس يريدون مشاهدة شيء إيجابي، ويريدون رؤية معلم جديد يخرجهم من النمطية"، وأسهمت جهود موقع إنستغرام في جعل التدوينات والصور أكثر شفافية، في مزيد من دفع وتحفيز هذا الاتجاه.
ويمكنك أن تتخيل لينهارت وميلو وهما يعيشان في الواقع بنفس الطريقة التي ينشرها إنستغرام، غير أن بعض أنواع الحيوانات الأليفة "المؤثرة"، تجعل النشطاء المدافعين عن حقوق الحيوان يشعرون بالقلق.
إذ تقول الطبيبة البيطرية مويرا غيرلاش، من رابطة رعاية الحيوان الألمانية، إن "القلق هنا يأتي عند إضفاء الصفة الإنسانية على الحيوانات، وعند وضع ملابس عليها لتضحك عليها، وأحياناً تحظى الحيوانات المهجنة أو الدميمة بالنجاح بشكل خاص على إنستغرام".
وتوضح مويرا أن "هذه الحيوانات تعاني من بروز في أسنانها، أو أعين جاحظة، وربما لا تكون قادرة على التنفس بشكل جيد، أو مضغ طعامها بشكل مناسب".
غير أن اهتمام الجمهور بهذه النوعية من الحيوانات الأليفة سواء كانت جذابة أو مخيفة، أوجد سوقاً رائجة تمول صناعة كاملة من الوكالات والمستشارين، ويُعد كلب لينهارت، ميلو، من كبار "الحيوانات المؤثرة" على مواقع التواصل في ألمانيا.
لكن الكلب الأشهر في هذا المجال من الولايات المتحدة، فمثلا نجد أن للكلب جيفبوم وهو من فصيلة بومرينيان صغيرة الحجم وطويلة الشعر، نحو 9.8 ملايين متابع، ويملك مجموعته التجارية الناجحة، ويقدر أن صاحبه يحصل على مبلغ يتراوح بين 45 و150 ألف يورو، مقابل كل صورة له على إنستغرام.
ولم تصل الحيوانات المؤثرة في ألمانيا إلى تحقيق ما يقترب من هذا المبلغ بعد، ويقول أندريه كاركاليس مؤسس وكالة "توني" للحيوانات المؤثرة، "إنها ليست سوقاً تجعلك تحصل على المال بسرعة"، غير أنها تنمو بسرعة.
وأصبح مجال الحيوانات الأليفة في ألمانيا، بـ 9.4 ملايين كلب و 14.8 ملايين قط، مهتماً إلى حد كبير بالإمكانات التي تتيحها منصات التواصل الاجتماعي في التسويق.
ويقدر أن إجمالي مبيعات التجزئة لأطعمة الحيوانات الأليفة والمنتجات الخاصة بها بلغ 4.2 مليارات يورو (4.6 مليار دولار) في 2018، دون احتساب المبيعات على شبكة الإنترنت، ويقول كاركاليس إن "الهدف الذي ترمي السوق إلى تحقيقه هائل".
وأحد النجوم اللامعة في هذا المجال في ألمانيا، هو القنفذ ذي البطن البيضاء والملقب "السيد بوكي"، وبعد نفوقه استبدلته صاحبته تاليثا غيرنوس بقنفذ آخر يدعى هيربي.
وحفز نجاح القنافذ التي تملكها غيرنوس على تأسيسها شركة للسلع على الإنترنت منذ 3 أعوام تبيع من خلالها أجندات وتقاويم وغيرها من المنتجات.
ويوضح فولف أن الترويج لمنتج يحتاج إلى دمجه مع لقطات تنشر يومياً وصور احترافية، وإذا حظى الحيوان بشعبية كافية فيمكن استخدام صورته لبيع الكتب، والملصقات، وأغطية الهواتف، أو قمصان التي شيرت.
ويقف موقع إنستغرام وراء رواج مبيعات كل من لينهارت وغيرنوس، ولكن كيف تحصل على العدد الكافي من المتابعين الذين يريدون شراء السلع التي تطرحها؟.
وتجيب لينهارت قائلةً: "عليك أن تعيد اختراع نفسك مرة تلو الأخرى، وأن تنتهج الأصالة في ذلك، كما يجب أن تميط اللثام عن شيء خاص، وعليك في المقام الأول أن تتجنب الإعلانات الكثيرة والفجة، كما يتعين أن يكون بمقدور المتابعين أن يشعروا بأنهم يتماثلون معك".
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا