أسندتُ رأسي على نافذة السيارة المتوقفة. كان المطرُ غزيرًا في الخارج. اليومُ ليسَ واحدًا من أفضل أيامي، شعرتُ بالألمِ الحارقِ المعتادِ في أعصاب رقبتي وكتفيّ، فكما تعلمين، أنا أحترف المرض. كنتُ أريدُ أنْ أكتبَ عن غيابكِ اللعين وأنا أشربُ كوباً ضخماً من مشروبيّ المفضل، تعرفينه إنه "الكابتشينو". لكنني أدركتُ للتو أنه كان أفضل وأقل إيلاماً من بقاءك الكاذب...
بوجهٍ لم يعد لي.
ذاكرةُ مثقوبةٌ، حبٌ مهجورٌ وقلبٌ فضّلَ الرحيل...
حتى تسريحة شعركِ تغيرتْ، ولمسةُ يدكِ الدافئة لم تعد لي.
نكرانٌ كبيرٌ وحربُ اتهاماتٍ معلنةٌ...
عالمنا الخياليّ الذي صنعناه معًا ولونًا طرقاته وجدرانه بريشةٍ واحدةٍ. تم إقصائي منه الآن ولم يعد لي.
بالمناسبة هل مازلتِ تحتفظين بكتاب جبران الذي أهديتك إياه؟، لأن شالك الأحمر مازال مطوياً تحت وسادتي، برائحة اللافندر نفسها، التي كنتِ تضّعينها دائماً...
لم يعد هناك شيءٌ لنا...لم يعد هناك شيءٌ يجمعنا.
لذا قررت في النهاية ألا أكتب عنكِ...
|زيد جاموس|.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا