شبكة سورية الحدث


كوب من الصمت بقلم الكاتب علي حبيب حبيب

كوب من الصمت بقلم الكاتب علي حبيب حبيب

كوب من الصمت
ملعقتين من الكلمات العقيمة
بضع من حروف أبجديتي التائهة
والكثير من الجمل المنسية على شاطئ البحر
ها أنا الآن أعبر  ذات المكان الذي عبرته منذ مدة طويلة
ولكن الفرق يكمن في أربع سنوات والكثير من الفقد والخيبة
__الشجرةُ على جانب الطريق
والشرطيُ ما زال بجانب إشارة المرور ولم يذهبْ
وحدك أنت من ذهب لا أحد سواك،__
ألسنة الشوق تعلو شيء فشيء
لا تدعْ انخمادها بعض الشيء يجعلك تعتقد بأنها على وشك أن تنتهي، فهذا ما يدعى بهدوء ما قبل العاصفة 
في كل مرة أتخذ فيها مكاني ذاك من القافلة 
تجبرني المفردات على أن أدونها 
و اشتياقي لك يجبرني على تذكر فكرة الكتابة
في كل مرة أقرر فيها أن أتوقف عن ذات الشيء
أنت الغائب الحاضر معي في كل مرة تُجبر فيها عقارب الساعة أن تنتقل إلى الرقم التالي
أنت هنا في داخلي ثابت مستقر لن ولم تغادرني
اشتقت لبعض من تجاعيدك، وعودك التي لم نحققها سويةً
ربّما أحققها لوحدي و ربّما لا 
لم تكن العتمة والظلام وما شابه هذا المعنى مدرجة في قاموسي حتى فقدتك
فها أنا الآن كالضرير 
ومنذ أن دخلت في هذا النفق الحالك لم أرى سوى وجهك
أفتقدك في كل مرة أسمع فيها صوت الطائرة ولا تأتي بعدها
أفتقدك عندما أرى ذاك الرجل يحتضن ابنه
أفتقدك في كل ثانية من عمري الباهت بعد رحيلك
كم هو قاسٍ ذاك القدر الذي جعلني أتواصل معك ببضع كلمات تُرتَب دون أن تصلني أية حروف منك
بينما كنتُ أحق الناس بمحادثتك
#بقلمي
علي الذي يشتاقك دائماً
||علي حبيب حبيب ||

التاريخ - 2020-03-19 8:13 PM المشاهدات 1280

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


كلمات مفتاحية: الرجل عندما ثانية