تُحلِّقُ الأرواح في أَزقةٍ وردية، كطيورٍ مسلوقةٍ بدمعٍ جاف، حاملةً أوزارَ ماضٍ مُلطخٍ بالحَمقى، سعياً إلى الاحتمالات المُمكنة والمؤسفةِ غالباً، محكومةً بالمجهول، إلى خواءٍ رهيب..، نحو الموتِ المُحتم برفقةِ الأغبياء.
اهرب...
لا أمل في النجاة، هذه الدار مخيفة، باردة ومظلمة ولن يجازف ضوء الشمس بالاقتراب منها.
لذا أردتُ القول : شتِّت انتباهك عنها إنها سخافات كما تبدو أو هكذا يقال..
فلسفةٌ عاطفية ربما...، شعورٌ مكنونٌ في أَصدافنا، مُحرمٌ عليه أن يبدو للعيان لكي لا تأكله الضباع المُنتشية بلذة الهجر إلى حيث لا أعرف ولا تعرف.
اُهرب ولا تلتفت..
بعض الالتفاتات قد تدفعُ ثمنها عُمراً وآلاف المشاعر أيضاً، وعادةً ما تكسر عِظام الرقبة، رقبةِ الأمل المعجون بزيفها اللاحقيقي، من يصدق أنَّ العيون قد تخون وأنَّ البصر منقوص، لكن البصيرة ليست كذلك..
أعمىً أنا ولستُ في عَمه
أشعرُ ولا أُبصر
ولا تَلُمني فلا خطأ في ذلك، لا خطأَ في الإيمان، لا خطأ..
هذا بصائِر من رَبكم وهدًى ورحمةً لقومٍ يؤمنون (الأعراف ٢٠٣)
هذه هي الحقيقة، الحقيقةُ المُطلقة التي لمحتها منذ الوهلة الأولى...
ارتجاجُ أَشرعتي، قوةُ الموجِ الضارب، والثُقب في سفينتي أيضاً
كان عليَّ أن اَهرب ولم أفعل
أبَيتُ الانصياع، غرتني الثّقة العمياء، تَجهُّدي الشديد في الحُبّ.
وأنت..
يجب أن تفعل..
اُهرب ولا تقلق
لا تقلق لأجلي مازلت قادراً على النوم رغم الضجيج والفوضى العارمة
لا تقلق فقط اُهرب
اُهرب
#أحمد_أشرف_الأسعد
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا