شبكة سورية الحدث


ليلة شتوية بقلم الكاتبة روزان ديب

ليلة شتوية بقلم الكاتبة روزان ديب

"في ليلة شتوية كئيبة كسابقاتها تذكرتك، وهنا عادت بي ذاكرتي إلى أيامٍ أظنّكَ نسيتها، لكنني لم افعل.. 
قلبي حثّني على مراسلتك، وعقلي منعني وحذرني من ذلك؛
هذا مايفعله بنا كانون المثلج يرغمنا على البحث عن دفءٍ غاب من مجالسنا ليودي بنا إلى قلوب كنا يوماً من ساكنيها، فما كان مني إلا أن أجبن فكان قلبي هو المسيطر في تلك الليلة
بارتباك كتبتها ثلاث كلمات، حاولتُ بها أن أُلخّص كل حنيني واشتياقي أن أبثَّ فيها دفء يدان اشتاقتا إليك، أن أُطمئنكَ بأني مازلتُ أحفظ تفاصيلك غيباً أكررها كل يوم، وددتُ لو تصل عيناي إلى عينيك ليلتها..
أرسلتها بعد تردّدٍ كبير سبّبه عقلي، أذكر في لحظتها أنّ قلبي كان يرتجف تارةً ويرقص فرحاً تارةً أخرى، مزيج من المشاعر المتناقضة غزاني لحظتها، لم تكن رسالتي تضجّ بأصوات عتبي ولومي بل كنت أود أن أكون فتاة هادئة تماماً كما أحببتني.. 
فتاة لاترعبكَ مطالبها ولن تُذكّرك بما مضى، دقائق وإذ بجوالي يضيء.. ابتسمتُ حين رأيتُ بدايةَ رقمك على شاشته فأنا لم أكن لأسجّل شيئاً أثق تماماً أنني لن أنساه.. نغمته أصابت قلبي بنخزة أظنها تشبه تلك التي حلّت بي في لقاءنا الأول..
ابتسمتُ لفكرة أنك لا تزال تحتفظ برقمي، بفضول أمسكت جهازي على استعداد لأن أواجهك من خلف الشاشة فكم كنت واثقة أنك لن تؤذيني بكلمة واحدة ولن تمسس مشاعري الطفولية، قرأتها.. كلمتان.. فقط كلمتان كانت كفيلتان بإخماد جمر الحب وإشعال نار الغضب والكره، لم تأبه لكل القبلات التي خبأتها بين الأحرف، ولا لنظرات عينَي التي تركتها معلّقة في طرف الرسالة، أردتَ برسالتك أن تكسرني أن تطعنني أن تذكّرني بخيبتي.. لا أن تشاركني وحدتي بما قلَّ من كلام..
صدقني لم أكن أأسف على نفسي بقدر ما كنت أأسف عليك، وعلى حالك
 ليتني أقدر أن أطالك لأخبرك بأنك تلخّص كل شيءٍ سيء، وأن أقدر على إصلاح ولو جزء منك، فكم أخاف عليك من الله الذي طالما أنكرتَ وجوده.. أن أتضرّع إليه بخشوع لأن يهذّب نفسك ويرشدك ويصلح ماشوّهَته الأيام والعابرون في قلبك.. أن أدعو لك كما أدعو لنفسي، أن أنسى نفسي لحظتها ولا أنساك.. 
ياليتني أنساك.. ولا أفعل حين أنساك."

|روزان ديب|.

التاريخ - 2020-03-20 1:13 AM المشاهدات 692

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا