في طُفولتي الرائعة ، كانَ الجميعُ يتشاجرون لطبعِ قبلةٍ على خَدّي الرقيق ، كنتُ أمتلكُ شَفتين محمرتان كالون الدم ، لم أنسى عندما همست إحدى النساء لأمي قائلة : لماذا تضعين لهُ أحمرُ الشفاه؟!
إمتلكتُ مجموعةً كبيرة من الألعاب والدمى المميزة ، كانت دائماً مقصداً للرفاق ومَحضُ أطماعٍ لغيرهمْ ، سريري لم يكن للنومِ فقط ، تارةً حلبةُ قتالٍ وتارةً مسرحُ غناءٍ وكنتُ نجمهم الوحيد ، أطلُ على مسرحي بتواضعٌ كامل مُمسكاً بمشط الشعر على هيئةِ ميكروفون ، دعونا لانتحدث عن اللباس ، أما عن جمهوري المتكون من أكثر الدمى التي أحبها ، وعلى رأسهمْ الأرنب الذي أسميتهُ أندريس كانَ الأقربُ إلى قلبي ، والأخر جروٌ فقدَ زراعهُ أثناء إحدى المعارك معي ، لكنهُ لايزالُ يصفقُ لي بحرارة..
أحنُّ لكم يارفاق
ربما كانت هذه الدمى أفضلُ وأصدقُ من شجعني ودعمني في حين لم أكنْ أقدمُ شيئاً ، أحنُّ لمسرحي المبعثر ، لميكروفوني ، لإحمرار شَفَتي ، أصبحتْ باهتة ومشققة ، وخدي الرقيقُ ذاك باتَ أكثرُ صلابةً بمرور السنين
أحنُّ لطفولتي الرائعة ...
#عبد_الوهاب_عيان
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا