فتاةٌ من زمنٍ قديم .. في عشرينيات العُمر
كانَ الجميعُ يستغربُ ذوقها في انتقاءِ الأصدقاء، الهدايا، الصور، الثياب وكلّ شيء .. وخاصّة في سماعِها لتلك الأغاني .. أغاني الزمن الجميل ..
في جلسةٍ عائليةٍ ضخمةٍ .. كُلّ مجموعةٍ تتحدث في مواضيع مختلفة .. وهي شاردةُ الذُهن عقلها في زمنٍ آخر .. وحيدة مُعتكفة في موسيقاها العتيقة ..
أرادَت أنْ تُزيل جميع العُقد و المناقشاتِ الحادةِ التي بدأتْ تتسابق لتُصبح على الحلبة .. كالمصارعة الحُرّة ..
قامت بتشغيل أُغنية للموسيقار " محمد عبد الوهاب " .. في بدايتها لم تلحظْ أي تغيُّر في تلك النقاشات .. ف بدأت برفعِ مستوى الصوت ، وبعد ثوانٍ قليلةٍ بدأ النقاش الحار بالخمود .. وعلَت الابتسامةُ المشتاقة لذاكَ الزمن على أوجهِ الجميع .. لم يبحثوا عن مصدرِها .. اكتفوا بالتمايل مع تلك الألحان العريقة التي عادَت بهم إلى ذكرياتٍِ كادوا أنْ ينسوها ..
كُلّ شخصٍ ذهبَ بفكرهِ إلى ذكرى لا يعلمها سواه .. لقاءُ الحبيبة
" كُل دا كان لييه لمّا شُفت عينيه " ..التسامر في الليالي .. الغزل الذي كانَ يتلوّن على شفاهِ العُشاق بين الحينِ والآخر .. بعضهم احمرّت وجنتاه رُبما كانَت ذكرى مليئة بالحُب "قلي كم كلمة يشبهوا النسمة في ليالي الصيف " ..
كانَت رؤيتُهم في تلك الحالة أشبه بفيلمٍ قديم .. كانَت نظراتُهم تـَتْلوا مايصعب على شفاههم النُطق بهِ ..
أُحبّ تلكَ العائلات التي تُعطي قيمة ثمينة لذلك الفنّ الأنتيكي .. الفنّ الذهبي ..
أقدّس لحظات العشق في كُلّ صوت و لحظات الزُهدِ في أوتارِ كُلّ آلةٍ تأخذُني إلى النعيمِ في رُبعِ ساعة ..
#منار_آصف_محرز
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا