"ألمُ الفقدِ أدمى قلبي"
منذُ عشرينَ سنةً ، خمسةُ أشهرٍ ، عشرُ ساعاتٍ ٍ، أربع دقائقَ و أضيفُ الخامسةَ.....
زُرِعَ خنجرُ الفقدِ وسطَ قلبي، فقسمهُ نصفين كالصاعقةِ هبطت على الأرضِ من غيرِ موعدٍ مسبقٍ ،وقسّمَتْها تاركةً حفراً وشقوقاً كثيرةً لايُصلحُها أيُّ زمنٍ سيعبرُ من الأعوامِ والسنينِ أو كائنٌ بشريٍّ سواء كان قوياً أم ضعيفاً...
كيفَ أعيشُ مقسومةَ القلبِ؟؟ مشوَّشةَ الذاكرةِ؟؟ كعجوزٍ استفاقَتْ لتوِّها من غيبوبةِ سنينَ.
صدمةُ الزمنِ الطفوليَّة لعقلٍ يعجزُ عن كمالِ وفهمِ الأحداثِ ،فتقديرُ ماهيَّة الأشياءِ
"إذاً هل من فرقٍ بينَ عقلِ طفلةٍ لم تنضجْ بعد و عجوزٍ تيبَّسَتْ للتو !!.."
لا أذكرُ تفاصيلَ ذلك الموعدِ المشؤومِ...
لكن أروي أصغرَ وأكبرَ وأتفهَ تأثيراتهِ على مرِّ الزَّمن.
لم تخني ذاكرتي فقط بذلك اليومِ ، بل بجميعِ الأيامِ الربيعيةِ قبلَ خريفِ السنواتِ الباكيةِ .
تمنَّيتُ رسمكَ بالسنواتِ المقبلةِ بجوارِ ظلِّي الوحيدِ الأسودِ ، كسوادِ ملامحي وشعري على الرغمِ من خربشاتي السيِّئة بالرسمِ ،وما زادَها سوءاً تشويشُ أفكاري لاستحضارِ ملامحكَ المبهمةِ.
أشتمُّ العطورَ الذكوريَّةَ رغمَ عطشِ روحي الدائم لمعرفةِ نوع رائحتك المبعثرةِ من قربك عليَّ أجدُ بينهم سراً داكناً بحنايا ذاكرتي تنعشهُ رائحةٌ فوَّاحةٌ ما..
أتجوَّلُ بشوارعِ مدينتي البائسةِ متماسكةً بالكفِّ الأنثوي الناعمِ ٍ،ذلك الكف ، الحضن ، الرقة، وكل مابها يشدُّني كيفَ لعقلي أن يراها" أماً ..أباً "في الوقت ذاته !!..
بعمقِ الأصواتِ من خلفِ الحناجرِ المبعثرةِ بكافةِ الطرقاتِ، لازلتُ أَتجوَّلُ هنا وهناك بكاملِ الهدوءِ أتنفسُ بقربِها برقَّةٍ وبداخلي ضجيجُ الدنيا ومافيها…
"الأصعبُ من البحثِ عن الأعمقِ أنك لاتدرك بأيِّ عمقٍ يسكنُ عمق ماتريدُ أن تتعمَّق بهِ"
لفاجعةٌ قلبيةٌ ودماغيةٌ فقدُكَ ٍ، ولفاجعةٌ أكبرُ فقدك مرة أخرى في الرَّبيعِ الأخرِ من عمري فتصحَّرت أيامي...
قلبي المشطورُ لنصفين تخلَّى عن النصف تاركاً عبءَ الحياةِ لنصفه الأخر المدمى
أيّ سنةٍ ،شهرٍ ، ساعةٍ أو حتى دقيقةٍ تواسي أيَّامي الهاربةَ من الماضي نحو مستقبلٍ يجمعني بك لتتبخَّرَ متبعثرةً بالهواءِ الخانقِ من ماضي وحاضر فمستقبل أشرع ذراعيه بكاملِ الأعصابِ الباردةِ ،مسلوب الشَّرايين الدافئةِ ،متجمد الأطرافِ
أعلنَ الفقدَ معاشرتُهُ للقلبِ حتى الوريدِ
#بنت القمر_Esraa
#إسراء_السلقيني
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا