الساعة بقلم الكاتب علاء خراساني

 الاسم:علاء خراساني 
النص:

الساعة الواحدة  وعشر دقائق بعد منتصف الليل والأرق ، لم أستطع النوم في تلك الليلة ، خرجت من المنزل أبحث عن من يهدي عيني تعويذة نوم كتلك التي ألقتها الجنية على الأميرة النائمة ، دخلت الكافيتيريا المفضلة لدي ، جلست على طاولة وناديت الشاب الذي يعمل فيها:
-تفضل سيدي.
-أعطني فنجان نوم 
تسائل متعجبا:
- فنجان  نوم؟؟؟!!
-نعم فنجان نوم فإن لم تجد ففنجان قهوة.
قال بابتسامة أشعرتني بالغرابة :
-سأحضر لك فنجان قهوة. 
غاب عشر دقائق ثم عاد .
-تفضل سيدي .... فنجان قهوة .
-شكرا جزيلا. 
تأملت القهوة وسرحت بلونها الأسود القاتم
أرجوك أنت أملي الوحيد لأنام .
تأملته قطرة قطرة حتى مل من نظراتي .
تدخل عائلة متواضعة مع طفلة صغيرة 
عيناها خضراوتان قد تصيبك بدوار الجمال إن أمعنت النظر فيهما 
رجل وزوجته و فتنة صغيرة تسير على الأرض.
طلب الأب نرجيلة وثلاثة أكواب عصير .
جلست العائلة الصغيرة بكل هدوء..
وعدت أنا لأتأمل فنجاني مجددا وأتأمل انعكاس وجهي المرهق به..
تفاجئت بإقبال ذلك الملاك وجلس على طاولتي وقال:
-لو رأيت شكل عينيك لمت رعبا .
-عفوا!!
-أقصد أنك متعب ومتهالك ..
-أشعر بالنعاس لكن النوم لا يعفو عني.
-لا لم أقصد هذا ..أنت متهالك بسبب الزمن..
-لم أفهم .
-رأيت في عينيك  طفلا صغيرا رفض أن يكبر .
-حسنا آنسة قارئة العيون أكملي.
-لم أسألك عن اسمك .
-لا يهم سمني ما شئت.
-حسنا سأسميك سيد جدي
-وسأسميك جدتي ما رأيك؟؟
-لا يهم..اتفقنا.
-أكملي ..
-كما كنت أقول طفل صغير رفض أن يكبر لكن للأسف جار عليه الزمن ورماه من صرح الطفولة إلى أرض الشباب .
كم مرة مت؟
-لا أدري .
-مت أربع مرات 
المرة الأولى عندما ماتت قطتك دفنتها ودفنت معها فرحتك .
المرة الثانية عندما حال الموت بينك وبين صديق الطفولة وعندها قطعت وعدا أن تعتزل ضحكات الطفولة .
المرة الثالثة عندما خذلتك حبيبة العمر وقتلت فيك الرغبة في الحياة فأقفلت أبواب قلبك بألف قفل .
الرابعة لم تتعافى منها إلى الآن وكانت عندما فقدت الوطن الذي حملك منذ ولادتك إلى أن وصلت محطتها وتركتك وحيدا .
أنزل عيناك إلى الأرض بعدك حرام علي قراءة العيون .