أنينٌ مجتث من العدم...
ها أنا الآن جالسٌ وحدي كغريبٍ ينتظر مواساةً من اللاأحد.. محتضناً حزني بمخالب ضعفي.. أحمل خيباتي على أكتاف قلبي مجدداً وأستند بعصا رثّة نخر السّوس فيها كنخر السوس بعصا سليمان حتى اجتُثت مني قوتي وبانت عليّ هشاشتي.. لا أدري ما يحصل بالتحديد لكني أشعر أني غائبٌ عن الوعي فهذه ربما المرة السادسة عشر وأنا أتفقد أشيائي التي لم يحركها ساكن.. أتفقد نفسي لنفسي هل هذا أنا؟.. أم مجرد وهم أشمّ.. أمر مخيف أليس كذلك؟... الضجيج بداخلي يتعطش للعدل المتدثر برداء التقشف الآثم إلا أني أرى بعينيّ أن هذا العالم ماهو إلا سرابٌ مغطى بالخدع والأوهام مهما كانت درجة الحقيقة فيه...
الظلم يولد من وجوه الأرصفة... من حزن الكادحين.. نختبئ بحضن التشتت حينما ندرك أن ما نحاول شرحه لن يُفهم أبداً حتى لو اقترن بحروف معتوهة الخطى... الحديث متقطع والأفكار تسيطر بحدّة تامة... الصمت يخيم على المكان... ودمعة تاهت في طلقاتٍ عجاف.... كانت كفيلة بأن تقف في وجه ست عشرة بغتة إلا أنها أبت الرضوخ لي ونالت شرف الظلم في أروقة الغسق.. وتنهيدة ثقبت قلبي مع تلك القطعة الحديدية الصماء فتركت بؤرة ثكلى في الجوى... أفقد التوازن شيئاً فشيئاً... إلا أنني كنت أخيط جرحي ببرائتي من تلك البراثن النكراء التي جعلت من جسدي إسفنجة كلها ثقوب تمتص حقدهم وغيظهم... وماذا بعد؟؟؟
أريد أن يسقط هذا العبء عني.. أريد أن أتحرر من تهمة حمقاء.. هذا قلبي يا الله فلماذا اعتبره الآخرون طريقاً يعبرونه دون التفات... و اتخذوا من ثقوب جسدي التي صنعوها بمخالبهم مزماراً سوداوياً يعزفوا عليه سيمفونية جنائزية تطرب مسمعهم القذر... لم يرمش لهم جفنٌ حين انقضوا على جسدي الرثّ بأنيابهم ولسعوه إلا أنه قد تلسع الحشرة جواداً أصيلاً... لكن الحشرة تبقى حشرة والجواد يبقى أصيلاً...
#خديجة_الرحمون
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا