شبكة سورية الحدث


أكثر أمنياتي بقلم الكاتب محمود حمادية

أكثر أمنياتي بقلم الكاتب محمود حمادية

محمود حمادية 

كانت أكثر أمنياتي..  أن يمرّ هذا الوقت و تتوقف أشباح أفكاري عن مهاجمتي ليلاً..   تتحوّل إلى فقاعات صابون.. و تختفي في الفضاء..  
أن تنتهي هذه المتاهة..  و أخرج لأجد أحلاماً..  انتظرتها و انتظرتني..  حتى ملّت مني ..  و لم أعلم إلى الآن من هجر الآخر فينا..! 
 أن أبقي هذا القطار مزدحماً بهيجاً.. بسذاجة!..  رغماً عن أنف كلّ شيء..  
إلى أن أُهزم.. 
أسند رأسي على الزجاج..  ولا أستطيع التعرف على ملامح وجهي حين ينعكس عليه..  حتى عيناي لا أستطيع تمييزهما بين الليل و النهار..   ساعةٍ و أخرى..   لحظةٍ و التي تليها..  
مررت بالعديد من المحطات.. و دائماً ما كنت أدرك الشيء الذي أصبحته بعد فوات الأوان..  أو قبلها بقليل.. ! 
و في كل واحدة.. كان يغادر الكثيرون ..  حتى لم يبقى أحد سواي..  و خوفي.. نؤنس بعضنا البعض! 
 يخيل إليّ أنّ الحال سيبقى هكذا..  كما كلّ مرّة.. 
 لكن..  على متن هذا القطار..  لم تتوقف فيروز يوماً عن الغناء  .. كغدير قطرات المياه في شلالٍ قوي..  مداعباً الأوتار في روحي.. كما تداعب خيوط الفجر الأولى الأرض و الشجر..  
 و دائماً ما كان يُبعث..  من رحم الضيق المعتاد الثقيل! .. في كل مرةّ..! ذات الطفل الصغير..  الذي يضحك و يصفق عند كل نزول شتاء.. و عندما يسير ساعات..  دون أن يتعب..  
 الذي يمكن لظلّ شجرة.. ياسمين على جدار قديم..  فانوس مضاء في ليل المدينة المهيب.. و صوت زحام الأطفال البهيج..   في باحة المدرسة ..عند مروري بجانبها.. في الوقت المناسب تماماً..  بألطف الصدف الممكنة... من جعله يرقص فرحاً..  
 كان أشد خوفي أن يتركني.. و أخاف عليه من البقاء! فهو لا يستحق هذا الأذى المستمر ..  وسط عبثية الحياة  التي نعيش.. 
 و إيماني يعود و يغلبني.. في كلّ سجود..  لأن الله أقرب لقلبي مني..  و يحبني..  أؤمن أنه يحبني.. 

التاريخ - 2020-03-25 5:05 PM المشاهدات 808

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


كلمات مفتاحية: يحبني مضاء ياسمين