الحُبّ فعلٌ فضفاضٌ يناسبُ كلّ المقاسات، قد تُحبُّ بيتًا، حُلمًا، ثوبًا، لونًا، عِطرًا، شعورًا، منظرًا، أو حتّى تجربة، تُحبُّ المجرّد والملموس، القريب والبعيد، الحاضر والغائب، ما رأيت وما لم ترَ... وستظلُّ تستخدمُ ثوب "أحب" حتى يهترئ ويبلى!
الحُب وحده لا يكفي، فالحب هشٌّ، لكنّ الاهتمام أقوى والانتماءُ أوثق؛ فاﻻﻧﺘﻤَﺎء ﻫﻮ ﺣﻴﻦ ﺗﺸﻌُﺮ ﺃﻥ ﺷﺨﺼًﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻭﻃﻨﻚ وسكنك، ﺃﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﻫﻮ ﺣﺎﺿﺮﻙ، ﻭﺃﻥ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﻫﻮ أماﻧﻚ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ، وأنّ غيابه ينهشُ بقاياك، ﻭﻻ ﺗﻌﻮﺩ ﺗﺬﻛﺮ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻚ ﺣﻘًﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻗﺒﻠﻪ.
ﻓﻼ ﺗﺨﺒﺮ ﻣﻦ ﺗﺤﺐ ﺃﻧﻚ ﺗﺤﺒُّﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻟﻜﻦ ﺑﺪﻝ ﻫﺬﺍ ﺃﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻚ "ﺗﻬﺘﻢ ﻷﻣﺮﻩ"، ﺃﻥ ﻣﺸَﺎﻋﺮﻙ ﻗﺪ ﺗﻌﺪّﺕ ﺫﺍﺗﻪ ﻟﺘﻤﺘﺪ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻬﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ، ﻭﺃﻥّ ﻣﺎ يُضيمه يُضيمك، وما ﻳﻌﻨﻴﻪ ﻳﻌﻨﻴﻚ: ﻣُﺤﻴﻄﻪ ﻭﻇُﺮﻭﻓﻪ، ﺟُﺮﻭﺣﻪ وﻧﺪُﻭﺑﻪ، ﻃﻤُﻮﺣﺎﺗﻪ ﻭﺗﻄﻠّﻌﺎﺗﻪ، ﻫﻮﺍﺟﺴﻪ ﻭﺗﻘﻠّﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺰﺍﺟﻴّﺔ، ﺍﻧﺘِﻜﺎﺳﺎﺗﻪ ﻭﺧﻴﺒﺎﺗﻪ، هزائمه وﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺗﻪ، ﺳَﻌﺎﺩﺗﻪ ﻭﺣﺰﻧﻪ، ﺿِﺤﻜﺘﻪ ﻭﺫﻭﻗَﻪ... وكلّ تفاصيله.
الحبّ رزقٌ، والله مصدر الأرزاق، ومن قواعد الرِّزق أن يكون نعمةً وأن يكون حلالاً طيّبًا!
{لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}.
محمود الخميس..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا