لم يكن الفراغ هذا المساء عظيماً، لم تكن الوحدة كبيرة ..
كل شيئ بداخلي يشير الى أن النافذة المفتوحة أمامي لم يعد هوائها كافياً لأتنفس بعمق، كل شيئ يشير الى أن هناك اعتلالاً بالنبض وتصلباً بالقلب ..
كان قدومك كمعجزة لم يؤمن بها أحد سواي، كألذ ما تكون الفوضى كنتي انتي، وكأشد ما يكون العاشق ارتباكاً كنتُ انا ..
طال غيابك هذه المرة ! فقررتُ ان أجاريكِ بالغياب ..
كنت أنتظر أن تفقدي صبركِ !
طال غيابك بمقدار الخيبة، وقسوة لا مبالاتي بمقدار الانتظار ..
شُلت أوصالُ قلبي، ما عادَ قادراً على السير، لم أعد مهتماً لأي شيئ، لم تعد أشعة الأمل تصل حيث وصلت، فأفكاري تظلم شيئاً فشيئاً حتى لا أكاد أشعر بشيء !
لكن لم افقد الاحساس بالكامل، بل فقدتُ القدرة على الاهتمام بأي شيء، اصبحت اتنفس في عالمي الخاص، فكلما عدتُّ الى الواقع أشعر بأنه يخنقني ! فأنا افقد نفسي شيئاً فشيئاً، لقد شارفتُ على الانتهاء، لم أعد اقوى على المتابعة، حتى انتي لستِ بقادرة على انتشالي ..
الأصوات العالية تخترق جسدي، والصداع يغرس في رأسي ألماً .. كأني نزفتُ، ركضتُ، احترقتُ طوال الطريق.. وغيري وصل !
الأمر مضحكٌ هذه المرّة، فَ كل نبضٍ فيكِ يوجعني .. بطريقة أعمق مما أظن .. و يُخيل لي أنني ما عدتُّ مخلوقاً إلا لذلك ..
محمد دواليبي
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا