نهاية العالم قد حلت بقلم الكاتبة ميس حمزة بلوط

نهاية العالم قد حَلّت
ولا زال قلمي يأبى الخضوع
وأفكاري تتجمّدُ حيناً
وتسترسلُ أُخرى
السّاعة 00:00:00

رُبّما هذهِ آخرُ رسائِلي التّي أكتُبها ، فأفكاري تتصادم كثرة ما أُريد قولهُ ،
لا أعلمُ لمَن ستكون هذهِ الرّسالة ، ومنْ سيقرأها إن كان سيوجدُ غيري 
وإن كنتُ سأبعثها ، ف من يُقدَّرُ لهُ أن تصِلهُ رسالتي الأخيرة 

كثيرونَ  هُم 
و وحيدةٌ أنتِ

ظننتُ من السّهلِ قول كلماتي الأخيرة
لأنّي اعتدتُ الكتابةَ لكِ
في كلِّ صباحٍ أكتِبُكِ
وكلِّ مساءٍ أكتِبُكِ
أتغزّلُ بِبُنَّ عينيكِ
واحمرارِ وجنتيكِ
والضّفيرتينِ اللّتينِ لم أُصدّق يوماً زوالهما من على كتفيكِ

ساعدتني القهوةُ في وصفِكِ
والدُّخانُ في تجسيدكِ
والحِبْرُ في جعلِكِ كما أردتُكِ

كنتُ أعيشُ في عالمٍ مليءٍ بالكآبة 
ف اضطررتُ الذّهابَ مُسرعاً نحوَ أوراقي وأقلامي 
لأكتبَ عنكِ
وأُمزِّقَ لألّا يَصِلكِ
فأستغربُ عدمَ ردّكِ 
' و آآآهٍ لبلاهتي ، من منّا يردُّ على رسالةٍ لم تصلْهُ '

وربّما وإن وصلتْكِ ، ف ستُعبسينَ وجهكِ الضّاحِكْ

فضّلتُ بُكاءَ عينيّ عُمراً ، على حُزنِكِ وهلةً
ها هو ذا العُمرُ ينتهي 
سفينتي تغرقُ
وأنا أعزِفُ لحنَكِ على ورقةٍ 
نغماتٌ مضطربة ، كما أنا 
كُنتُ أودُّ مُفارقةَ العالم جالساً في حُضنكِ 
تُربّتينَ على كتفي
ونحكي سويّاً عن ذاك الفايروس الذّي اجتاح العالم منذُ مائة عامٍ ، وحصدَ أرواح أحبّةٍ لم يحتملوا لوعة الفراق لأيامِ الحجر الطّويلة
عن الحروب الفتّاكة التّي نسيها بعضُنا ، وكم من شهيدٍ راحَ ضحيّةَ ثقةِ لحظةِ حُبّ
عن القضيّة التّي بيعَتْ ، ولم يبق لأرضِ فلسطين وجودْ ، باتت ومنذُ مائةِ عام "أرض إسرائيل الشّقيقة" ، والتّي هي أشدّ أُخوّة لأراضينا العربيّة من بعضنا البعضْ
نُهِبتْ الثّروات طوال أعوام ، وهُجّرتْ الشّعوب طوال أعوام ..
ثمّ أتخيّلُ نفسي أنظرُ إليكِ وأنا أحكي ، أُقاطعُ نفسي كعادتي 
وأضيعُ مرّة أُخرى في بحر عينيكِ البُنيّ 
وأنسى الفايروس والحروب وأبيعُ عوضاً عنهُمْ القضيّة
وأغوص لساعاتٍ بمفاتنِ وجهِكِ
وأُخبركِ كم أُحبِّكِ وأشتاقُكِ 

هُراءٌ أشبهُ بحلُمٍ قاسٍ على قلبي ، لطيفٌ لمداعبتهِ عقلي

00:00:01

نهايةُ العالمِ قد وَلّت ..
وسفيني لم تغرقْ ، ف لا داعي للإبحارِ في رسالةٍ لن تصِلْ ، وإن وصلتْ ، 
فأكيدٌ .. ستُعبسينَ وجهَكِ الضّاحكْ ..

|ميس حمزه بلّوط|