اعتزال الحُبّ
مُشتّتٌ محطّمٌ مكسّرٌ ممزّقٌ مقيّدٌ.. ولو أمكنني الإفلاتُ والهُروب لقاعِ الأرض لفعلتْ.. روحٌ لم تعد تشتهي شيئاً سِوى العودةُ لما كانتْ عليه.. بيضاءُ بياضَ ثلجٍ شتويّ.. نقيّةٌ رقيقةٌ كنسمةِ فجرٍ ربيعيّ..
يا إلهي !! بيضاءُ ونقيّةٌ ورقيقةٌ ؟! يا للصُدفة.. تلك صفاتكِ ياصغيرتي.. صفاتكِ أيّتها الياسمينة العطِرة.. صفاتك يا أميرتي الخجولة.. صفاتك ياحبيبة قلبي..
ولكن تبّاً .. صيفٌ صغيرٌ تمكّن من إذابةِ ذلك البياض.. واستطاع محوَ تلكَ الرِّقّة التي كانت في ملامحك.. وخريفٌ تلاهُ أظهرَ جانبكِ المُظلم والقاسي ياقمرَ أيلول..
مهلاً.. لو جمعتُ كلماتِ الدُّنيا بأكملها لنْ أستطيعَ وصفَ شعوري تجاهكِ.. فالانسانةُ الوحيدةُ التي تمكنتْ من شرحِ احساسي هي الخالدةُ فيروز.. وبالأخصّ في قولها.. يا همّ العُمر يا دمع الزّهر يا لها من رائعة..! وصفتْ بتلكَ الكلمتين شعوري المقيّد بحبسةٍ إسرائيليةٍ من صنعكِ ياحبيبتي.. وأنهتْ واختصرتْ بذلك كلّ كتاباتي..
مُتأكّدٌ من أنّ الرّبيعَ سيُطلّ مرّة أُخرى.. وتسترجعي رونقكِ الماسيّ ياحبيبةَ روحي.. لكنّني وللأسفْ مُدركٌ أيضا بأنّ الخريفَ سيرجعُ يوماً ما ليقتلَ ما أنبتَه الرّبيع.. هكذا إلى الّلانهاية.. ولذلك قرّرتُ البقاءَ في غرفتي الدّافِئة.. حيثُ لن يُصيبني ثلجٌ ولامطرٌ ولاهم يحزنون..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا