شبكة سورية الحدث


إليك أكتب يا سيدتي بقلم الكاتب محمود موسى

إليك أكتب يا سيدتي بقلم الكاتب محمود موسى

"إِليكِ أَكتبُ يَا سَيدَتِي"...

فِي تَمامّ السَاعة العَاشرَة مَساءً ، دُقت أَجرَاسُ الحُب فِي حَضرَت العُشاق و الأَفلَاك...
فِي كُل لَحظَة لِقاء ، ومَّا بَينَ نَبرة و أُمنِية و شَوق ، كُنا نَتسامَر بَعض اللَحظَات المُرهفَة بِحنِينهَا شَوقاً ، تُداعِبُ بِها أَحبَال المَاضِي و دِفء الذِكريَات و عَبق الحَاضِر و شَعف الزَمنّ الأَبهَى المُرتقِب بِشدّة، بِلوعَة اللِقَاء و الأُمنيَاتِ المُشتَاقَة لِفصُولِهَا كَزهرِ اللَوز و أَلوانَّ الرَبيِع الإِزدِوَاجيَة المُتفَتحَة...
مَا بَينَّ سَاعةٍ و فَصل ، ثَمةَ وَدق يَرقبُه شَوقُ المُنتَظر المُشتَعل، كَالأَزَاهيِرِ الإِقحِوَانيَة المُتعَطشَة لِقطَراتِ المَطر الهَاطلة على بَساتِينّ الأَشوَاق المُلتَهفَة...
كَالشغَف المُثقَل بِحنِينهِ يُغذِي مَسامَات القَلبِ النَابِض لِعاشِقهِ المُبعدِ زَمنِياً ، مَا بَينّ لَوعَة المُنتَظر الذِي يُداعب أَغصَان الشَوقِ لِمعشُوقهِ و كَأنهَا الوَهلَة الأُولَى..
سَيدتِي يَا عَابرَة الزَمنّ فِي ذَاكِرتِي، و كَأنكِ فِي كُلِ أُصبوُحةٍ تَرقُبينّ إِنتِظَارِي، و كَأنه شُروُق الشَمسِ الذِي يُنير مِلئَ الأَرضِ بِحرَارةِ تَوهُجهِ الذِي يَسطعُ عَلى نَوافِذّ العُشَاق...
فَالرِوايَات التِي تَحدثَت عَن قِصص و أَسَاطِير العِشق لَيس كَمثلِهَا لُغةً ، كَروَايَة عِشقٍ عَالجَت بِها جُروحَنا المُلتَئِمَة فِي شَغفِ حُبنَا و لَوعَتِنا بِملئِ الأَنفُس و الحَنينّ...
فَأنتِ يَا عَزيزتِي لَيسَ كَمثلكِ سَيدَة، يَا مَلكَة الأَفلَاكِ ، بِعينَيكِ الوَاسعَتينّ بِحقُول الشَوق و حُنين الأَمَل..
فَالأَرض لكِ و مِّنكِ و إِليكِ تَنتَمّي ، وفِيهَا تَتراقَص أَغصَان الأَشجَار و غَنت عَصافِيرُها أَلحَاناً مُوسِيقِية ، وكَأَنهَا سِيمفُونيَة أَمَل تَرتَقبُ لِقاء مُحبٍ مِنّ بَعدِ غِيابْ، يَستَحضِر حَضرَت المَحبُوبِ فِي هواكِ....

#بقلم_محمود_موسى⁦

التاريخ - 2020-03-28 3:51 PM المشاهدات 925

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا