سورية الحدث الإخبارية- السويداء- معين حمد العماطوري
أصوات شعبية واجتماعية وشبابية تعالت هل ما أنتجه الأزمة السورية أن يصبح الجار يخون جاره، وهل بنادقنا التي يجب أن توجه لصدور الأعداء الصهاينة وجهت على أبنائنا بيد جيراننا من بصرى...
لكن القريا وأهلها قالوا كلمتهم: ما زلنا نعتبر اننا جيران وابناء وطن واحد، ولو أردنا الفعل الانعكاسي كان عليهم ان يسألوا دواعش 25 تموز كيف علقت مشانقهم...لكن العقل الوطني الجمعي واصالتنا العربية تجعلنا بمنأى عن الفعل التماثلي...
لم يكن للأحداث الجارية في بلدة "القريا" والمتزامنة مع تاريخ رحيل القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش تتناسب تاريخيا واجتماعيا مع القيم العربية، لأن الاعتقاد الوطني السائد في سورية أن تحتفل سورية بتاريخ زعيم وطني أي كان منشأه الجغرافي، إذ لا يمكن ان ننسى ان أشرفية صحنايا بريف دمشق قد اوت البطل عبد القادر الجزائري ومازال بيته ماثلاً الى يومنا، وهل ننسى كيف جاؤوا شهداء السادس من ايار إلى موقعة الصوخر في جبل العرب قبل ذهابهم الى الاردن وقامت حكومة الاردن بتسليمهم الى السفاح، وهل يمكن ان ننسى ان اربعة من الدرك القوا القبض على المجاهد محمد مفلح من قلب درعا ولم يتنفس أحد...
لعلنا اليوم وبعد الازمة السورية التي طالت البشر والحجر، وحطمت ايقونة الاخلاق العربية الأصيلة ليس من الدول فحسب بل من المناطق المحسوبة ضمن الجغرافية الوطنية واحدة، وحين كانوا اهل الجبل والسهل يتعاملون كبيت واحد يتقاسمون الخير والعطاء الرباني وما تنتجه الارض معاً، برزت شخصيات مأجورة عملت على تحطيم هيكل المودة والمحبة والوحدة المتكاملة، وساهمت وللأسف بعض الجهات في توفير ذلك المناخ....
لعل السؤال المسموع من صراخ أمهات الشهداء واخواتهن، الى اين يا وطن؟
إلى أين يا مرجعاتنا الدينية والاجتماعية والسياسية والرسمية؟
إلى أين يا حكومة الجوع والفقر والاذلال للمواطن بلقمة عيشه؟
إلى أين ونحن نقبل على استحقاق مجلس الشعب، فأي مؤسسة باتت تحمل ثقة الشعب وتكرس مفهوم المواطنة والوطنية بمعيارها الوجداني الاخلاقي الوطني الحقيقي يمكن ان تنال القسط من اهتمام هذا الشعب المكلوم؟...
إلى أين ومعيار المفاهيم في أيدي العقول المتحجرة، والثابتة على بوصلة واحدة، لا يشوبها تعطيل ولا يلحقها تشبيه وتأويل؟....
إلى أين وبتنا في وطن لا يعرف فيه الجاني من المجنى عليه، والمظلوم من الظالم، والقاتل من المقتول، والناسك من الفاسق، والجاحد من المؤمن؟
إن ما جرى أمس في بلدة القريا حيث استشهد عدد من المواطنين وجرح أخرون إثر إشتباكات وقعت بين مسلحين من درعا وفصائل محلية من السويداء وأهالي البلدة بعد محاولة خطف مسلحين درعا المدججين بالسلاح والمدربين على الخطف والخارجين عن العرف الإنساني بقتل الأسرى التي هي عادة صهيونية وليست عربية أصيلة، وأجزم كل من يعمل ذلك فهو في خانة في الصهاينة المارقين؟
ولعل الأكثر آسفاً وفق ما ذكره شهود عيان ان اطلاق النار على المقاومين من أهالي القريا جاءهم من حارات البدو القريبة منهم...إضافة لعصابات الإرهابية....ولهذا تاه الأمر بين طاعن من الخلف ومدبر المكيدة من الأمام...
الأمر جاء بعد محاولة ثلاثة مسلحين يستقلون دراجة نارية من بصرى الشام صباح يوم الجمعة بالتسلل الى الاراضي الغربية من بلدة القريا وقاموا بإطلاق النار على شبان مدنيين يستقلون سيارة نوع فاوو بعد محاولة لخطفهم مما أدى الى استشهاد الشاب وإصابة إثنين بجروح، الأمر الذي دفع بنخوة شبان البلدة متوجهين الى مكان الحادثة للقيام بتمشيط المكان وملاحقة المسلحين حيث وقعو في كمين من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة التابعة لمتزعمهم احمد العودة، الذي عقد معاهدة تسوية مع الدولة للدفاع عنها من الإرهاب وليس ليكون الإرهاب عينه....لأنه يعلم نخوة أهل الجبل فكان اللص المختبئ بكمائن كالصهاينة...ووقعت اشتباكات عنيفة بينه وبين الفصائل استشهد على اثرها خمس عشرة شاباً وجرح ستة...فيما قتل أحد المسلحين وأصيب اخرين وفق مواقع التواص.
بالتوازي قامت فصائل محلية بملاحقة المدعو يحيى النجم المتهم الاول بعمليات خطف وسلب ومحاصرته في احد المنازل قبل ان يقوم بتفجير نفسه ومقتله على الفور, واستشهاد الشاب متأثراً بشظايا التفجير وجرح آخر كانا بالقرب منه بهدف التفاوض لتسليم نفسه....
اليوم وبعد أن أرخت بظلالها أوزار التوتر حضر إلى القريا شخصيات سياسية واجتماعية ودينية، ووجّهوا تعليمات بترك الأمر للقيادة والجيش بعد قيام القيادة السياسية بتكليف الروس للمتابعة والحضور الجيش السوري الذي وزع نقاط رصد بالأرض الممتدة بين القريا وبصرى الشام.
كما وصلت مجموعات من فصائل الجبل بسياراتهم وعتادهم الكامل ووقفت بساحة الصرح تحت غضب شعبي عارم من المتواجدين وغادروا بعدها كلٍ على مكانه بخط الدفاع غرب البلدة ..
الآن الهدوء الحذر مسيطر على المنطقة تزامناً مع نشر مجموعات من الفصائل على كافة الحدود الغربية لبلدة القريا، واستنفار كامل للطاقم الطبي في المركز الصحي تحسباً لأي طارئ.
حيث سيتم تشييعهم من المشفى الوطني غدا الأحد الساعة التاسعة صباحا والموقف من الساعة العاشرة حتى الساعة الثانية عشر..
لعل السؤال من كان بحماية روسية وبدراية من الجهات المعنية الرسمية ويفعل بأبناء وطنه ذلك بعدما خان وطنه سنوات خلت... هل العفو الذي صدر قبل أيام يشمله أم أنه مشمول بفعل الحضانة الكورونية....
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا