يبدو أن الفوضى في الإدارة، سمة عامة للعديد من مؤسسات القطاع العام، وكأن التنسيق فيما بينها، «تهمة»، أو سمعة رديئة.
أمام مشهد الازدحام، الخطر، لسحب رواتب الموظفين، من الصرافات الآلية، خلال ساعات العمل الأخيرة، المحددة، يوم الأحد الماضي، تتفاجأ، بأن نسبة ليست هينة ممن قدموا لاستلام رواتبهم، خرجوا من الازدحام بلا رواتب، لعدم قيام الجهة التي يعملون بها بتحويل الرواتب، وهذا ليس حالة استثنائية، إذ يعلم أغلب من يستلمون رواتبهم عبر الصرافات، أن جزءاً من الذين يقفون في الدور، يتفاجؤون بعدم تحويل رواتبهم، من دون أن تتولى إدارتهم بإعلامهم بالموضوع مسبقاً، وبالتالي يسهمون في زيادة الازدحام، لعدم التنسيق.
مصادر مصرفية مسؤولة، قالت أنه ما يقرب 1.3 مليار ليرة سورية من كتلة الأجور والرواتب، لم تكن محوّلة حتى الساعة 10 صباح يوم الأحد، أي قبل انتهاء المهلة الأخيرة لتسليم الرواتب بساعات قليلة، وبين الساعة 10 و12 تم تحويل رواتب عدة من جهات عامة، بمبلغ يصل إلى 800 مليون ليرة، على مبدأ العمل باللحظات الأخيرة، على حين هناك جهات عامة، منها وزارات، لم تحوّل رواتب موظفيها حتى الأمس، وهذا ينطبق أيضاً على بعض جهات القطاع الخاص التي توطّن رواتب موظفيها لدى المصارف العامة.
إذاً، نحن أمام جانب آخر من سوء الإدارة والتنسيق، يسهم في زيادة مظاهر الازدحام أمام الصرافات، من دون مسوغ.
وعليه، يقترح مراقبون، أن تلزم وزارة المالية جميع الجهات العامة، بتحويل رواتب الموظفين في أيام محددة مسبقاً، وتقوم كل جهة عامة بإعلام موظفيها، عبر صفحتها على «فيسبوك» أو مجموعة «واتس آب» للموظفين يديرها المدير المالي مثلاً، بتاريخ تحويل الرواتب، أو بأي طريقة أخرى تراها الجهات العامة مناسبة، المهم ألا يتجه الموظف لاستلام راتبه، إلا بعد التأكد من أنه أصبح موجوداً في حسابه المصرفي، إذ إن عدم التنسيق، والإعلام المسبق، يتسبب بتفاقم مشكلة الازدحام، ليبرز وكأنه الجانب الأسوأ في مشكلة الصرافات، عدا مشاكلها التقليدية، كل شهر.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا