وقال أحد أعضاء كوبرا - وهي لجنة الطوارئ التي يقودها رئيس الوزراء بوريس جونسون- الليلة الماضية، أنه في حين أن أحدث المعلومات الاستخبارية لم تشكك في أن الفيروس ذو مصدر حيواني، إلا إنها لم تستبعد انتشاره لأول مرة إلى البشر بعد تسربه من مختبر في ووهان.
وقال عضو كوبرا الذي يتلقى إحاطات سرية مفصلة من الأجهزة الأمنية "هناك وجهة نظر بديلة ذات مصداقية تستند إلى طبيعة الفيروس، وربما ليس من قبيل المصادفة وجود هذا المختبر في ووهان".
وتعد ووهان موطناً لمعهد علم الفيروسات، وهو المختبر الأكثر تقدماً من نوعه في البر الرئيسي الصيني. ومن المفترض أن يكون المعهد الذي تبلغ تكلفته نحو 30 مليون دولار، والذي يقع على بعد عشرة أميال من سوق الحياة البرية سيئ السمعة، واحداً من أكثر وحدات الفيروسات أماناً في العالم.
وقالت صحيفة الشعب اليومية الصينية التي تديرها الحكومة في عام 2018، إن المعهد قادر على إجراء تجارب على الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض الشديدة مثل فيروس إيبولا المميت.
وكان العلماء في المعهد أول من اقترح أن جينوم فيروس كورونا يشبه بنسبة 96% جينوم شائع في الخفافيش.
وعلى الرغم من السمعة التي يتمتع بها المعهد بتأمين أقصى درجات الأمان، تسربت تقارير محلية لم يتم التحقق منها، تفيد بأن العاملين في المعهد أصيبوا بالفيروس بعد أن تطايرت عليهم قطرات من الدم، ثم نقلوا العدوى إلى السكان المحليين.
ويُعتقد أن المعهد الثاني في المدينة، وهو مركز ووهان لمكافحة الأمراض - الذي يبعد بالكاد ثلاثة أميال عن السوق - قام بتجارب على حيوانات مثل الخفافيش لفحص انتقال الفيروسات التاجية، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وقال خبير الأمن البيولوجي الأمريكي البروفيسور ريتشارد إبرايت من معهد واكسمان للميكروبيولوجيا بجامعة روتجرز، نيوجيرسي "بينما تشير الأدلة إلى عدم إنشاء كوفيد -19 في أحد مختبرات ووهان، إلا أن من السهل أن يتسرب من هناك أثناء إجراء الفحوصات والتحاليل عليه".
وقال البروفيسور إبرايت إنه رأى أدلة على أن العلماء في مركز السيطرة على الأمراض ومعهد علم الفيروسات درسوا الفيروسات بأمان من "المستوى 2" فقط - بدلاً من المستوى 4 الموصى به - والذي "يوفر فقط الحد الأدنى من الحماية ضد إصابة العاملين في المختبر".
وأضاف إبرانت أن "جمع الفيروسات وإجراء الاختبارات عليها، يشكل خطراً كبيراً مع احتمال إصابة عاملي المختبر به، ومن ثم نقلهم العدوى إلى الجمهور".
وخلصت دراسة أجرتها جامعة جنوب الصين للتكنولوجيا إلى أن كوفيد -19 ربما يكون قد نشأ في مركز السيطرة على الأمراض، وبعد نشرها بوقت قصير، تمت إزالة الورقة البحثية من مواقع للتواصل الاجتماعي.
ومن المثير للاهتمام، أنه عندما تم إغلاق سوق الحياة البرية في يناير (كانون الثاني) الماضي، ظهر تقرير في صحيفة بكين نيوز يحدد هوانغ يان لينغ، الباحث في معهد علم الفيروسات بأنه "المريض صفر" أي أول شخص مصاب بفيروس كورونا المستجد.
لكن المعهد وصف هذا الادعاء بأنه "معلومات وهمية"، وقال إن هوانغ غادر المعهد في عام 2015 بصحة جيدة، ولم يتم تشخيص إصابته بالفيروس.
وعلى الرغم من النفي، أصدرت بكين قوانين جديدة تدعو إلى تحسين إدارة الفيروسات، وإنشاء مرافق لضمان "السلامة البيولوجية" للعاملين في هذه المنشآت.
وفي عام 2004، أدى تسرب من مختبر صيني إلى تفشي متلازمة الجهاز التنفسي الحادة (سارس)، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين. وقالت الحكومة الصينية إن التسرب كان نتيجة الإهمال، وعوقب خمسة من كبار المسؤولين في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وقال متحدث باسم السفارة الصينية في بريطانيا "لم يكن هناك أي استنتاج علمي أو طبي حتى الآن بشأن أصل كوفيد -19، حيث لا تزال أعمال البحث ذات الصلة جارية. وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية تصريحات متكررة بأن ما يشهده العالم الآن هو ظاهرة عالمية، وأن المصدر غير محدد، وينبغي التركيز على الاحتواء، ويجب تجنب أي لغة اتهام تشير إلى بلاد معينة".
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا