خشخَشة مفاتيحٍ ، ساعةُ يدٍ بُنيّة ، معطفُ جلدٍ ، رائحةُ بارفان ممزوجة مع رائحةِ السَّجائرِِ ، شامةٌ على الجبينِ ، والكثير من الدفْءِ
رحلُوا بعدمَا رحلت وعُقِمَ قلبي عن إنجابِ تلك النَّبضاتِ الَّتي كانت تنتابني عندَ سماعِ وقعِ حذائِك
لون البُنِّ في عينيك ، رموشك السَّوداء ، رنين ضحكتكَ جميعها تزورُني كلَّ ليلةٍ
ولا زلتُ أنتظرُ اللّيلةَ التي ستجمعُني بكَ ؛
الخوفُ يا أبي يرافقني أينما حللْت فمَنْ ذاقَ ألم الفقدِ يبقى خائفاً للأبد ؛
بُتِرَ جناحي وحُرِمْت لذيذَ التَّحليقِ فخبَّأتني أمّي تحت جناحها ولازلت أحتمي به منذُ ثمانيةِ أعوامٍ
المنزلُ باردٌ من بعدِ ما فارقَتْ يداكَ الدَّافئتانِ مقبضَ البابِ
ملامحُك مبعثرةٌ في كلّ شيءٍ حتّى ثيابك لاتزالُ في مكانِها ؛
السّماء تذكّرنا بكَ
أتدري عظمةَ ذلك ؟
أينما حللْنا نلقاك
كانَ في دارنا وردةٌ تحبُّها ذبُلت بعدما رحلتَ
قميصُك السَّماويّ وأزرارُه البيضاء رائحتك متمسّكة به إلى هذا الوقتِ
كنتَ كالماء أينما تحلُّ تروي فتُزهر
أتذكرُ الدُّمية التي أهديتني إيَّاها بالرَّابعة من عمري ؟
والتي أسميناها _أنا وأنتَ_" لولو" خبَّأتُها منذُ رحيلك بمكانٍ مظلمٍ في المنزل ، أزورها كلَّ عام مرَّّةًً أكرهها بطعم الحبّ_ لا أدري كيف ذلك _لكنَّ قلبي يُنتشلُ عندما أراها
ساعةُ اليد الحمراء التي أحضرتها لي عندما تعلّمْت درس السّاعات في المدرسة _في الصّف الثّاني أعتقد_
أتذكر كم بكيت عندما وقعْتُ وكسرتُها ؟
لا تزال محطَّمة بخزانتي لا أتخلّى عنها لو تخلَّت روحي عني ،
في صباحِ السَّابع من حزيرانَ من كلِّ عامٍ يأتينا شبح أسود سرقَ أحلامنا ليذكّرنا بشيءٍ لم ننساه ، يجلسُ على أريكتك ويضعُ يدَه على خدِّه كما كنت تفعل ؛ إنّه رابوص الذّكرى والحنين يرحل عند الثّانية عشر ليلاً ليؤجِّل زيارته للسنة التي تليها
أتعلم ؟ يكفيني أنّني أحمل قلبكَ الأبيضَ ودمك والكثيرُ من حنانك الذي وهبْتني إيَّاه وأشياءٌ كثيرةٌ لا تُسرقُ منّي .
أحياناً أفكّر أنّك غادرتنا من فرطِ حبّك لنا "فإنّ الشّهيد يشفعُ في سبعين مِن أهلِ بيتهِ"
|#رند_عليا|
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا