حديثي معك بقلم الكاتبة رند قضماني

عند حديثي معك تأكد انني لا اتذكر شيء من كلامك 
ف أنا اراقب وجهك جيداً، اتمعن بإلتفاف التجاعيد حول ملامحك ، اقيس فتحة انفك ، ارسم فمك من جديد .. أحاول إحصاء عدد رموشك الغافية ، اتأمل عينك اللوزية واضع تلوها يدي مباشرةً فوق عيني ، أود أن اشبهكَ في حجم اتساع عينيك ، في لونهما .. في زاوية انفك ، وحواف شفتيك .. اتحسس قلبي لاتأكد أنك مازلت هناك.. 
تنهي حديثك لتسألني ما رأيك بما قلت؟
رأيي أن جمالك مُخيف بالنسبة لي , مُخيف جداً ,
‏‎قد يكون الأمر غريباً , لكن جمالك يشدني نحوك بطريقة لم أعهدها من قبل , بطريقة لم أفكر بها ..
تسألني لماذا أنا صامتة؟
إنه القلب يحفظُ طريقة رئتيك في رشف أنفاسها ، طريقة نفخك لدخانك في الهواء وكيف تمسك بالسيغارة تلك ،  يحفظُ خطوط يديك ، وعدد عروقك البارزة ، يحفظ الرمش المنحني في زاوية جفنك ، الشامة المختبئة في احراش حاجبك.. أنا الآن احفظك عن غيب كما لو انك قريبٌ منّي مسافة اختلاط الانفاس ، وامتزاج العطور ، مسافة هروب خصل شعري لتخلد على وجهك..
أُجيبك مبررةً انني منصتة للحديث جيداً .. أكمل.
دعنا نعود للواقع قليلاً.. أنا لا أريد قصة حب معك .. أنا أريد الانتماء إليك لا أكثر ..
-رَنْد.