شبكة سورية الحدث


حبيبتي السابقة بقلم بتول حمادة

حبيبتي السابقة بقلم بتول حمادة

حبيبَتي السّابقة،
يعزّ عليَّ إلحاق كلمة "حبيبَتي" بـ "السَّابقة"..
حبيبَتي،..
سأحكي عباراتٍ رُبّما غير مرتّبة أو مفهومة، لكنْ أشعرُ بها بداخلي تخنِقني..
أنتِ مُذ غبتِ.. غابَت الشّمس عن سمائي، أدرِك مَدى سذاجة التّعبير فأنا حرفيًّا فاشلٌ في تحويلِ مشاعري لكِ إلى كلماتٍ مُنَسَّقة !
كلّ ما في الأمر أنّني شعرتُ برحيلِك يُعانقني، عانَقَني الرّحيل !
لقد أحببتُكِ حقًّا صدّقيني، أتذكرينَ آخر لقاءٍ -مقصودٍ- لنا !، كنّا معًا تجمع أرواحنا طاولةً واحدة وفنجانَي قهوة، تركتِ منديلكِ على الطّاولة كنتُ أراقبه منذُ أفلتتِه وأرسمُ تكتيكًا لسرقته قبل مغادرتِنا..
منديلكَ اللّيلَكيّ ذو النّجوم !
لازال معي يحملُ عطركِ، أعشقُ عطركِ كانَ يزهر رئتَيَّ حينَ يدخلُ إليهما، 
وباتَ الآن يحرِقُ قلبي .
لا أدري ما سبب مروري على تلكَ الذّكرى إلّا أنَّ ما ذكرتُه أعلاه هوَ شرحٌ مفصَّل لعبارةٍ واحدة؛ أشتاق إليكِ !

أنا نادم، نادمٌ على كلّ دمعةٍ ذرَفتِها، شكّلت غيمةً في قلبي ذبَحَتني..
إنّها المرّة الأولى الّتي ستقرأينَ فيها كلمة "غيمة" بمعنىً سلبيّ لكن أكرّر.. أعاني من فشلٍ في اللُّغة حين تكون موجَّهةً إليكِ..
حسنًا أنا،.. أنا أتألّم .
أشعرُ كأنني سقطتُ من سطحِ نجمةٍ لاذِعة، تحطّمتُ إثر السَّقطة لكن دون تأذّي عظامي، كُسِر بي شيءٌ لا أعلمُ ما هوَ تحديدًا .
كان قلبكِ النَّجمة..
لن أطلبَ أن تعودي، لا حقّ لي ومنطقيٌّ منكِ صفعي الآن، أو رميي بشيءٍ ثقيلٍ يكسرُ رأسي ههه؛ فما قمتُ بهِ لا يُغفَر ،
حينَ احتضنتُها، شعرتُ بكِ أنتِ.. حينَ تدلّلتْ، ابتسمتُ لأنّني تذكرتُ دلالكِ المميَّز وغنجكِ الذّكيّ، لم يُغريني عطرها، أو خصرها، أو شعرها، كنتِ أنتِ فقط في كلّ حركاتها وفي ردّاتِ فعلي.. ألفيتُ أنّني أحبّكِ أكثرَ من أيّ شيء مرَّ عليّ، وأنّ ذكرياتكِ في رأسي أكثر من ذكرياتي أنا !
كنتُ معَها لأنّني مللتُ انتصاركِ عليّ، أتعبَتني أنوثتكِ الحادّة.. لطالما أثارت قلقي.. وما لبثتي إلا تزدادين توغُّلًا فيَّ !
طفلٌ أنا معكِ، أنسى قواعدي وخطوطي الحمراء، أنسى أنّني مغرورٌ وأقرّ بِضعفي، وأخبركِ مُعاناتي ونقاط ضعفي.. وهذا أحدُ أسباب ما فعلتُه.. يصعبُ عليَّ قول ما سأقول الآن ولكنْ.. هذا أحد أسباب خيانتي .
نعم أنا خائن .
أكرّر ، لا أطلبُ أن تعودي؛ لكنْ أن تصفَحي .

سامحيني أرجوكِ، كنتُ أقرأ نصوصَكِ وتبدّلاتها، كيفَ تحوّلت مِن الضّعف إلى التّمرُّد ومرحلة التّناسي وصولًا إلى ما حلّ بكِ من قوّةٍ؛ رأيتُها مسكوبةً في كلماتك المدسوسة في نصوصكِ مؤخّرًا.. وابتسامتكِ ومشيتكِ وعينيكِ العسليّتين .
*عليّ أن أقرّ بأنّني ازددتُ غرَقًا .
رأيتُ مراحل نهوضكِ لوحدكِ وقلتُ في نفسي «كيفَ استَخفَفتُ بتلكَ الأنثى كيف خسرتُها بهذا الشّكل !»
حينها أدركتُ أنني الخاسر في تلكَ اللّعبة، أنا فقط .
أظنّ أن هذا انتقامٌ إلهيّ فعلَّكِ دعوتِ أن أندم !، أن أعيش ما عايشتِهِ أو أن أتألم بسببك مثلًا !
يسعدني.. ويؤلمني القول بأنّ الله كان يسمعكِ .

أمّا عن رسالتي هذه فقَد كتبتُها لسببَين.. الأوّل هوَ أنّني نادم وأرجو صفحكِ، والثّاني كي أخبركِ أنّ الله يحبّك.. لقد استجاب يا ملاذي .
ختامًا.. سأعتذر على وصفكِ "بالملاذ" لأوّل مرّة وفي توقيتٍ خاطئ وأعتذِر على سرِقة ما وَصَفتِني -سابقًا- بهِ أنتِ.. أدرك مدى غيرتكِ على مفرداتكِ، لكنْ أنتِ الملاذ فحسب، وما أنا إلا إنسان سطحيّ خاسر ومحتاج.. وكثيرٌ عليَّ ما نلتهُ منكِ سواءَ كان كلماتٍ من أعماقكِ أو حبًّا كبير أو تضحيةً عظيمة، كثيرةٌ أنتِ عليّ ولطالما كُنتِ كذلك .
حبيبَتي الفاتِنة، هلّا سامَحتِني !.

|بتول حمّادة|.

التاريخ - 2020-04-11 8:14 AM المشاهدات 2546

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم