#مشيمةُ_قلب
عامان تامان و عام بعد العشرين..
جعلت منِّي أمُّاً لكثيرٍ من الأبناء، لقد صهرتُ ذاتي على مرِّ الأعوام و أنا ألبس رداء الأمومة،
و ألفُّهم بخِفَّةٍ كغيمةٍ، مع أنَّ ظهري يكاد يتشطَّر من الأثقال و لكن الرحم القلبيَّ الذي يتحكم في شيرايني، و يولِّفُ دماغي، و يروِّض ثورتي، كان يجعلني أسير بكلِّ تلك الأثقال كجبالٍ تمور!،
لم يَغتال أحدٌ ما وقته لأجل غيره كما فعلت،
لم يُسرف أحدُ بحنوَّهِ عليَّ كما كنتُ أتقطَّر حنانًا على الأخوة و الأصدقاء و الأحباب، كنتُ دومًا مستنفرة الحواس حاضرة الجَنان لأيِّ ألمِ قد يصيبهم أو أيَّ كَسرٍ قد يغتال انتصابهم شموخهم و مُضيُّهم، فأجعل من أحاديثي طائرةً ورقيَّة تداعب الغيمات، تتراقص على لهيب الشمس، حتى أصحب معي أحزانهم إلى الهواء و أجعلها تتلاشى بِحرِّ كلماتِ الأمل و العاطفة و الدعم الذين أقدمهم على طبقٍ التفافي حولهم،
لم يقرأني أحدهم كما كنتُ أمعن التبصر في ثنايا أفئدتهم بعيدًا عن الملامح المنكسرة أو تلك التي قد تبدو لا مبالية و هي تئنُّ من الداخل.
#حنان_علي_الحايك
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا