سورية الحدث _ بقلم : سالي طلال حسن
الساعة الرابعة فجراً .... تباً لذاك الجزء المختبأ في ذاكرتي ودوما ما يصعب عليي تدميره ها هي ذا دفاتري الجارحة المُرصعة بالذكريات المؤلمة هَلمتْ بالعودة وأنا ذا أعاود البكاء لعلّه يظهر مافي قلبي من وصف لك لكن لطالما شردت كثيرا وأخذتني أناملي لأكتب لك عمّ في قلبي دون تفكير..
إليك يا من أشعر وكأن لعنةً سماوية حلّت عليي عند ذكر ما حلّ بي بعد وفاتك..
إليك يا من ألجأ له مكسورة الخاطر جريحة الأجنحة لا أجرؤ على التحليق والخَطو فوق الأرض خوفاً من السقوط دون يداكَ الرحمانيتان لتنقذني وتشفي جراحي....
إليك يامن بكيتك خمس سنوات لم أستطع قط أن أغفر بهم للدنيا حرماني إياك ويتمي بسن مبكر...
إليك يا حامِلَ الأمان..إليك ياكلّ كلّي.. ياجُزءاً من راحتي ومسندي... إليك يا أشرف كلمة كَونتها الأحرف..
مني إليك باكيةً يا أعظم الخَلقِ يا أبتي..
١١/٩/٢٠١٥ قد كان يومنا المشؤوم ويومك العظيم
أتزعمون أنّكم عرفتم الألم؟ ..عن أي ألم تتكلمون وانا من قبلت كفن أبي وهو يدخل المنزل في يوم كهذا
ثلاث فتيات وأمٌ أصبحنا ضحايا أمان للوطن ففقدنا الأمان نحن وأنت اكتسبت الشرف العظيم في الدنيا والآخرة
إليك يا أبي:
أحب محادثتك طويلا وكأنك بجانبي ليس يأسا كلا...ولا حتى جنونا لكنني فقط أؤمن أنك بجانبي لم أستطع قط استيعاب الأمر ولطالما طيلة هذه السنوات وانا أخشى أن أرفع رأسي عاليا ولا أجد سقفا لي ؛ خشية الوقوع وألّا تكن بقربي للإمساك بي
يوم الجنازة أجل مرت السنوات هذه وانا لا أزال أذكر وكأنه البارحة ولم استطع حتى الآن تصديق أنها كانت جنازة أبيلقد كان يوما لفقدان الأمان في منزلنا والفرح ولكل شيء كنت انت جالبه
وليُكسرَ في قلبي أصعب رُكن لايمكن كَسرُه وليُسلَب مني حنان لن يستطع أحد مهما فعل تعويضي إياه
مني إليك يافقيدي الراقد أبداً...
طاب قبرك وطاب خاطري واشتياقي لك..
مني إليك يا سيدي الشهيد..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا