سورية الحدث
طرح الحاكم السابق لمصرف سورية المركزي، والأكاديمي، الدكتور دريد درغام، 6 نقاط للنقاش، تأخذ شكل المقترحات، حول دور المعلم، وطرق التعلم، انطلاقاً من الفرص التي لا يجوز تفويتها، وسط ظروف حظر التجول، فكتب على صفحته عبر «فيسبوك»، تحت عنوان «حظر التجول الحالي فرص لا يجوز تفويتها»، الآتي:
أدت الظروف الاستثنائية المستمرة منذ منتصف آذار إلى شبه بطالة تقنية لدى معظم المدرسين وزمن فراغ كبير جداً (حيث توقفت الدروس ووفرت سياسة “خليك بالبيت” أوقات التنقل من وإلى المؤسسة التعليمية).
بما أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت لدى شرائح لا بأس بها من الشعب السوري، ما الذي يمنع مناقشة المقترحات الآتية:
1- لا نعتقد أن هناك أستاذ يرفض المنفعة العامة أو يعتقد أن تسجيل محاضراته يعني عدم الحاجة له بعد أن أفرغت معارفه في محاضرات مسجلة، فالأستاذ يفترض به أن تتجدد سنوياً قراءاته ومعارفه وطريقة عطائه، لذا هل من مانع أن نجعل تسجيل المحاضرات إلكترونياً إجبارياً ليس فقط لفترة الانقطاع وإنما لكامل المنهاج؟ ولا حجة للأستاذ بأن أجرته غير مدفوعة فالرواتب مستمرة وبظروف أفضل له بكثير من السابق حيث أنه يعمل من المنزل والمؤسسة التعليمية هي التي تسدد له نفقاته وإن تم تنفيذ المطلوب فلا داعي لأن تفكر أي جهة بتخفيض رواتب الأساتذة في فترة الانقطاع، وبما أن العديد من الجهات تفتقد للبنية المخبرية المطلوبة فقد تكون الفرصة مؤاتية للاستفادة من الجهات التي لديها البنية اللازمة أو الإمكانات لتسجيل التجارب رقمياً بأن تعوض النقص الحاد لدى الجهات التي لا تتوافر لديها الإمكانات.
2- تشرف الوزارة المعنية على تنظيم التعليمات اللازمة لتوثيق هذه المحاضرات ووضعها على موقع المؤسسة وعلى موقع الوزارة المعنية (أو في المنظومة الرقمية التي يتفق عليها) مع الإشارة إلى الاسم الصريح للمحاضر والجهة التي يعمل لديها لحفظ الحقوق المختلفة للجهات المعنية، وفي حال لاقى هذا المقترح استجابة فالمطلوب استغلال الوقت الكبير المتاح حالياً لتسجيل كامل المنهاج لكل أستاذ في كل المقررات المسؤول عنها.
3- بما أن الجزء الأكبر من المناهج شبه مشترك بين الجامعات والمدارس فإن التسجيل سيسمح للطلاب بفهم المحاضرات بشكل أكبر، كما سيسمح للأساتذة بترميم أي نقص في مضمون وطريقة شرح المحاضرات مما يعني رفع سوية التعليم العالي.
4- ضرورة إشراف الجهات المعنية على وضع وسومات ومفاتيح بحث على كل محاضرة بطريقة قياسية تسمح للطالب أو الأستاذ أو المهتمين بالوصول إلى المحاضرة المطلوبة بسهولة. ولنا في المحاضرات التي تنشرها كبريات الجامعات الغربية مثال يحتذى به إن رغبنا بذلك.
5- يمكن تصنيف المحاضرات من خلال وسائل التقييم المعروفة من حيث عدد مرات التنزيل عن الشبكة وعدد التعليقات وغيرها من الأساليب بما في ذلك نسبة تقييم من قبل فريق عمل مشترك من القطاع العام والخاص التعليمي والإنتاجي.
6- بما أن بعض الطلاب لا يوجد لديهم إمكانات مادية أو حواسب أو القدرة على الاشتراك بالإنترنت، ما الذي يمنع تأهيل مساحات ملائمة في مختلف الجهات ذات الانتشار الواسعة مثل المراكز الثقافية من جهة، وفي دور العبادة التي تتواجد في أصغر ناحية في سورية، خاصة وأن أموال الوقف كافية لتخصيص نسبة ضئيلة منها لتجهيز قاعات ملائمة تسمح للطلاب والمهتمين بالتواصل مع المواقع التعليمية والمحاضرات المذكورة، ويمكن تخصيص قاعة أو أكثر في كل من تلك المراكز من أجل الأساتذة ممن لا توجد لديهم وسائل تقنية أو شبكات ملائمة لتسجيل المحاضرات، وبذلك تتحقق مكاسب تعليمية وخلق فرص عمل كثيفة لازمة للإشراف على تجهيز وإدارة هذه المراكز الرقمية.
بما أن الحرب تسببت بهجرة الكثير من الخبرات والأساتذة المرموقين ولم يعد للطلاب إمكانية التواصل مع ما تبقى من الأساتذة الذين تتهافت عليهم المؤسسات التعليمية الخاصة، ستكون الفرصة الأهم في هذا المقترح في حال تنفيذه تحضير الأرضية اللازمة للمهتمين للحصول على تعليم حقيقي مرموق يستوعب احتياجات الوطن كماً ونوعاً أكثر مما يستوعب احتياجات بلدان الهجرة ويمهد الطريق للمتعلمين الجديين للانطلاق مستقبلاً باتجاه آفاق بحثية جدية.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا