لَمْ أعُد أنا ذاتِي
سامِحني
لمْ أعُد أنا الياسمينةُ التي احتلّت روحَك..
ولا زهر الليمونِ
ولا ضحكةَ الأطفالِ
سامِحني
تتعاركُ الكلماتُ في داخلي
وتصلُ منتحرةً إلى شفتيّ
أنا لمْ أعُد ..أنا
وجهي تغيّر وجسدي تغيّر
و عقلي تكوّر على أفكارّهِ
ما عدتُ أُبصرُني حينَ أحدّق في مرآتي
أيعقلُ أنْ يُصبحَ الإنسانُ غريباً عن نفسهِ ؟
كنتُ أجاهدُ دائماً على أنْ أكونَ فتاةً طيبةً
والآن أجاهدُ كيّ أُصلحَ العطبَ الذي أصابَ
روحي
صامتة ، مثل يمامة
كآخر زهرة قبلَ مجيء الخريف
..
أقصى ما يُمكنني فعلهُ أن أصمد
بعدما اكتشفتُ أنّي كتلة
قابلة للتغيير
وكلّ صدمة تشكّلني على مزاجها
..
أحياناً أشعرُ أنّي بالوناً خفيفاً أو ريشةً من الفرحِ
وأحيانا أجدني عجوزاً وضعه ابنه الأوّل
في دارِ المسنّين
..
سامِحني
أخبرتكَ كاذبةً أني لا أحبّك ..
أنا القاسية ُ كيف ليّ أن أحبّ..
..
وجهي لم يَعد أليف كما عهدتهُ
لأنّه منذ زمنٍ ما ارتمَت عليهِ أنظاركَ
..
مثلُ سنبلةٍ تتمايلُ مع الريح ِ
مثلُ صوفيٍّ يتعبدّ العشقَ الإلهيّ
..
مثلُ عاصٍ دعى الله أن يحقّق رغبته
خفيّة عن أعينِ المؤمنين
..
مثلِ طائرٍ صغيرٍ فقد جناحيهِ
لكنّه واصلَ مشياً على غير عادتهِ
مواجهاً قساوة الطريقِ
حتّى يصلَ
..
لم أعُد أعرِفُني
والآلامُ غيّرتني
دلّني عليّ
أرِني انعكاسَ البنفسجِ الحزين
على تلك العيون السوداء
بقلم | لورين عطيّة|
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
