اعتبر مصدر دبلوماسي اجنبي متابع لـ”عملية استانا”، ووثيق الاطلاع على تطوراتها لـ”الوطن”، اليوم الأربعاء، أن هذه العملية قد تستمر لفترة طويلة، ولكن في نهاية المطاف نتائجها ستكون لمصلحة الدولة السورية وحلفائها.
جاءت تصريحات المصدر، في وقت من المرتقب أن تعقد فيه اليوم جولة جديدة من اجتماعات “أستانا” لبحث الملف السوري، تجمع وزراء خارجية الدول الضامنة الثلاثة روسيا وإيران وتركيا، عبر الفيديو بسبب ما فرضته إجراءات الحماية من فيروس “كورونا”.
وجرت الجولة الرابعة عشرة من اجتماعات أستانا في كانون الأول الماضي بالعاصمة الكازاخية نور سلطان، بمشاركة وفود الدول الضامنة ووفدي الحكومة السورية والتنظيمات الإرهابية، ودعا البيان الختامي الذي صدر عن هذه الجولة إلى تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بمحافظة إدلب، وضرورة دعم الحل السياسي في سورية وفق قرار مجلس الأمن 2254.
وأوضح المصدر الدبلوماسي، أن روسيا حرصت على استباق الاجتماع بتجديد التأكيد على مسألة “احترام سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها”، في إشارة إلى الاتصال الهاتفي الذي جرى امس بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، وجرى خلاله بحث تطورات الأوضاع في سورية، حيث جاء في بيان اصدره الكرملين: إن بوتين وأردوغان تبادلا بشكل مفصل، الآراء بشأن “الأوضاع في سورية، بما في ذلك سير تطبيق الاتفاقات حول منطقة إدلب لخفض التصعيد، وخاصة البروتوكول الإضافي الذي تم إبرامه يوم 5 مارس (آذار) الماضي في موسكو والملحق بمذكرة سوتشي المؤرخة بيوم 17 ايول 2018”.
وقال الكرملين في البيان: إن الاتصال تم خلاله “تأكيد الالتزام غير المشترط بمبدأ احترام سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها”.
كما أشار المصدر الدبلوماسي إلى الاتصال الذي جرى بين الرئيس بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني عشية اجتماع وزراء خارجية الدول الضامنة عبر الفيديو، إذ ذكر الكرملين، أن الرئيسين بوتين وروحاني جددا خلال الاتصال تمسك موسكو وطهران بمواصلة التعاون بينهما من أجل إيجاد تسوية دائمة في سورية وخاصة ضمن إطار صيغة أستانا التي أثبتت فعاليتها.
ورأى المصدر، أن روسيا وإيران تدفعان باتجاه إجبار النظام التركي الضامن للتنظيمات الإرهابية على تنفيذ الالتزامات المترتبة عليه بموجب الاتفاقات الخاصة بإدلب، مشيراً إلى أن هذه الجولة ربما تشهد ضغوطاً على النظام التركي لتنفيذ ما يتعلق بسحب الإرهابيين من محيط طريق اللاذقية – حلب الدولية وفتح هذا الطريق.
وقبيل الاجتماع استقبل الرئيس بشار الأسد الإثنين الماضي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وجرى خلال اللقاء بحث آخر مستجدات المسار السياسي ومن بينها اللجنة الدستورية وعملية “أستانا” وتطورات الأوضاع في الشمال السوري، في ظل التعدي المستمر من تركيا على سيادة وأرض الجمهورية العربية السورية سواء باحتلالها المباشر للأرض أم من خلال زيادة عدد ما تسميه نقاطاً للمراقبة والتي هي ليست سوى قواعد عسكرية فعلياً، حيث أكد الرئيس الأسد أن تصرفات تركيا على الأرض تفضح حقيقة النيات التركية من خلال عدم التزامها بالاتفاقات التي أبرمتها سواء في “استانا” أم في “سوتشي” والتي تنص جميعها على الاعتراف بسيادة ووحدة الأراضي السورية.
ورأى المصدر، أن النظام التركي الذي طالما راوغ في تنفيذ ما يترتب عليه بموجب اتفاقات “أستانا” و”سوتشي” سيرضخ لمطالب روسيا وإيران التي تشدد على الدوام على الالتزام غير المشترط بمبدأ احترام سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها، “ولكنه لا يستطيع الإعلان مرة واحدة عن تقديم تنازلات بالجملة بعد كل هذا الدعم الذي قدمه للتنظيمات الإرهابية”.
واضاف:” عملية أستانا قد تأخذ وقتاً طويلاً، ولكن في نهاية المطاف نتائجها ستكون لمصلحة الدولة السورية وحلفائها ومحور المقاومة في المنطقة”.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا