شبكة سورية الحدث


الموعد الأول بقلم الكاتبة حنين مصلح جعفر

الموعد الأول بقلم الكاتبة حنين مصلح جعفر

#الموعد_الأول  :
انني على موعد مع عينيك ..
لا أريدُ الإِستعانة بالحُليّ ، و لا بالمساحيق ، و لا بالتنانير القصيره ، كي أُلفِت انتباهكَ ..
قررت اللجوء في اولِ موعد الى ابتسامتي الخجولة ، لطالما عَرفتُها نافذةً تطُل بها الى عالمِكَ الخاص الذي تعشقَه ..
انني اتذكُر كيف انولد هذا العِشق من بعد ابتسامة .
لقد دقّت الساعه ، انني مِرتبكة حقاً ، ضائِعة في الوقت ،
حتى غيوم السماء شاركتني هذه اللحظة ، انها تدمَع من شدّةِ الفرح ، وانا اخطو اليكَ بتأني ، اُراقِبُ حبّات المطر كيف تُعانِق الارض ، اظنُ انها إشارةً من الله ، يُذكرني بِقدسيّة العِناقات اثناء اللقاء .
ولكنني فعلاً خجولة يا سيدي .
اُفضِّلُ النظر اليكَ خلسةً ، كَ طفلةً تُراقِب الحلوى من خلفِ شجرّة ، خشيّة من عيون المارّة .
طيفٌ أمامي ام ماذا ؟
اعتقِدُ انهُ ظِلَ الشمس وقتُ الغروب .
انهُ يقترِب ، اقصُد انّكَ تقترب !!
منّي خطوَة ، ومنّك خطوتين .. 
لقد اختلّ ثَباتُ عِظامي ، انها ترتجِف .
ها قد وصلتُ اليكَ ، اشعُر انني بقيتُ 20 سنة امشي .
فرحتي بالوصول ، لا تُقدَر بثمن !
وها انتَ امامي الآن ..
اراكَ حقيقةً ، لا من خلفِ شاشة .
القيتُ السلام ، و صافحتُك ، نبُتَ التوليب بين اصابعي ،
تركتَ رائحتَك على معصمي ،
و سلبتَ كفي لجوفِ كفِّك ،
ماذا اصابَكَ ، لا ترمِشُ عيناك عني ؟
رويداً رويداً على قلبي ، فالعاصفة لم تبدأ بعد ، انها فقط اللحظات الاولى .

مشينا نتجه للمكان الذي خططنا الجلوس فيه ، و لكن قلبي مازال مُتجِه اليك .
اخترنا طاوِلة ،
لا اعدُّها طاوِله ، اعدُّها مُلتقى روحين ..
كانت شاهِده على كُلّ الاحاديث ، و كلماتِ الغزل ، و الضِحكات ، والكثير الكثير من الحُبّ

ابعِدْ نظرَكَ عني !
حانَ دوري .. دعني اتأملُكَ اكثر ..
الآن سأضعُ عُمري كُلّه في نظره واحدة و ارميها نحوكَ ، اريدُ ان اتوقف هنا ، هُنا فقط . 
هل هذِه عينان ، ام مجرّه!! 
هل هذا خد ، ام ورد جوريّ!! 
لا تضحَك ، سيخترِق النبضُ جسدي و يقُبِّل هذه الضِحكة ..
إرئَف بحالي يا سيدي .
كم نجمة ابتلعَت ، كم أُغنيّة !
لو اننا في الساحاتِ هُنا وحدُنا ، لدخلتُ بين ضلعيكَ ، و استقريتُ في عِظامِك ، بعيداً عن الجميع ،
بعيداً عن لا منطقيه الحياة هذِه ،
بعيداً عن المسافات المُجرِمة ،
ل اخبرتُكَ كم انّ هذِه الكيلومترات تقطَع من قلبي حدوداً ، و تُمزِقُ من جسدي اراضي ، و تحرِقُ عقلي و ليلي سويةً .
لكن ليس لديّ القدرة .. فأنا خجولة يا سيّدي
دع عيناي تُخبِرُكَ ما لايستطع لساني قُولُه .
و دَع هذه المرّة ، ابتساماتٍ خجولة فقط ، و الثانيه و الثالثة و المائة و المليون مرّة حياةً ابديّة و سعاده مُطلقة .

| حنين مصلح جعفر |

التاريخ - 2020-04-23 2:34 PM المشاهدات 2500

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


كلمات مفتاحية: سعادة جسدي تمزق