في طريقي للعودة من العمل إلى المنزل ، استوقفني الياسمين .
انبعثت رائحتهُ من أعلى الجدار لتحيي بي ما اعيش لنسيانه ، إحدى عشر ساعة من العمل أدفن فيها ذكراك في جوف أفكاري المثقوب ، ودقيقة واحدة من الياسمين كانت كفيلة لتعيدني لك وللتفكير بكَ مرغمةً .
حاولت قطف ياسمينة واحدة على الأقل لكنني ترددت قليلاً ، وقلت في نفسي ماذا لو غضب أصحاب هذه الياسمينة ، هل محاولة اقتطاف شيء من رائحتك يعد جريمة ؟
جريمةٌ لا يُعاقب عليها القانون بل يُعاقبني عليها ساقي هذه الوردة التي تحرضّني على الغفران .
لم أبالي قطفتها دون خوف ومضيت أستنشقها على مضد
، لم يحدث وأن اعمتني عاطفتي ولم أعد إليكَ يوماً مهزومةً .
لكنّهُ الحنين " يسرقنا من أفضل الأماكن شأناً ورفعةً ويُعيدنا حيث الحياة أكثر بساطةً .
حيثُ أناساً لا تبالي بالهمزة فوق كلمة أحبك أو لا تبالي ب كلمة أحبك حتى .
حيث لايعنيها الحب .
لأنها سبق وعاشرته وتحدثت عنه ثم غافلها بملامس لا تُقاوم ، وأخذها من دائرة صدقها وجعل منها طريحة في فراشه ، الذي تكتظ به روائح عطور لنساء كثيرات كنَّ قبلها ضحايا عاطفتهن وضحايا الحب ، ومن ثم طرحها ارضاً .
جلست وحيدة مع الياسمين على رصيف يعبق بأنفاس المارة ، أطالع جمال وجهك الأخّاذ في رأسي ، وأتخيل في حين وآخر أن يدك تلامس كتفي وأراك بجانبي .
معك حيث علمت أن الحب ليس منطقياً ،ليس عادياً ،وليس رحيماً .
ولا يقبل أن أعيشهُ كما أود وأحب ، لا يقبل أن أختاره ويصر على أن يختارني هو كل مرة
أنه اختارني .
لكن في اكثر الأماكن الماً و ندماً .
كنا قد افترقنا منذ ثلاث سنوات ، ثلاث سنوات تستوقفني فيها أحاديث يذكر بها اسمك ، شوارع يزرع فيها الياسمين ، أماكن تتحدث عن الحب .
ثلاث سنوات يحالفني بها الحنين ولا يحالفني النسيان ابداً .
أكرهك عن حب .
|ديانا الدكرلي |
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا