في متابعة للأسواق في دمشق وريفها، أكد مواطنون أن الأسعار تحلق في فضاء بعيد كل البعد عن الاجتماعات ولقاءات وتصريحات المسؤولين، فالواقع يحكي عن ارتفاع غير مسبوق في الأسعار ومزاجية البائعين
ولفت بائعون إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين في ظل هذا الغلاء، ما أدى لتدني الإقبال على شراء المواد الغذائية، إلا بالحدود الدنيا، وتفعيل ثقافة الترشيد عند المستهلك الذي اكتفى بشراء الحاجة الضرورية وبكميات قليلة على غير العادة.
وما كان مستغرباً الدور السلبي والإحباطي للموزعين، حيث كنا شهود عيان على نشر شائعة ارتفاع الأسعار في الأيام القليلة القادمة أثناء توزيع منتجاتهم على المحال التجارية، ليقنعوا بائعي المفرق بشراء كميات كبيرة وتقبل الأسعار الحالية بصدر رحب، لاسيما أنهم يظهرون أنفسهم أمام أصحاب المحال بالعرافين بما يجري في أورقة مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك، طالبين من الباعة رفع أسعارهم بزيادة كبيرة كون المواد في تصاعد يومي، حسب تأكيدات الموزعين والمنتجين.
وطالب بائعو المفرق بملاحقة المنتج قبل بائع المفرق، وفي حال تم ضبط أسعار المنتج، سينضبط ويلتزم البائعون، إضافة إلى أن أغلب المنتجين لا يعطون فواتير، ليهربوا من المحاسبة، وتقع المحال الصغيرة في حيرة تنزيل المواد أو رفضها وتكون وحدها في مرمى دوريات الرقابة.
ويوضح خبراء اقتصاديون أن هناك فجوة كبيرة بين القدرة الشرائية والمستوى العام للأسعار الذي شهد ارتفاعاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، حيث أن التجار والسماسرة لا يترددون في رفع الأسعار إزاء أي تغيير يحصل وبصورة ابتزازية، في ظل غياب القرارات الرادعة والصارمة من وزارة “حماية المستهلك” وعدم قيامها بدورها الحقيقي، وخاصة مواجهة الاحتكار مع التدخل الايجابي في الأسواق وتشديد الرقابة على الأسواق.
وأعتبر الخبير الاقتصادي وعضو مجلس محافظة دمشق يوسف قصيباتي أن الجولات الميدانية لدوريات حماية المستهلك، والضبوط التموينية والتدخلات الإيجابية للوزارة في الأسواق، لم تحقق هدف خفض الأسعار التي بقيت فوق طاقة المواطن، مبيناً أن أسعار البندورة تتجاوز ٩٠٠ ل. س والبطاطا ٦٠٠، والخيار ٤٠٠، والفول البلدي ٢٥٠، وسعر صحن البيض ٢٥٠٠، والفروج يباع كيلو الشرحات ٢٤٠٠.
وتساءل قصيباتي: ماذا يفعل المواطن بين الحجر المنزلي حرصاً على سلامته وارتفاع الأسعار وقلة ذات اليد؟ لافتاً إلى ضرورة تفعيل التدخل الإيجابي في صالات السورية للتجارة وتوفير المواد بأسعار منخفضة تنافس الأسواق حسب النشرات التسعيرية للمؤسسة وتخفيف الأعباء على المواطن.
البعث
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا