بقعٌ سوداءٌ
مَساحاتٌ شاسعةٌ
أصواتٌ تخترقُ مسامعي
أفكارٌ تقتحمُ دماغي
مهدئاتٌ وأقراصٌ مُنومة
الليلُ تحتَ عيناي
أيّ نومٍ أنالُه وأنا في كلِّ مرةٍ أَصلُ في الموعدِ المحددِ و أنتظرُ ساعات وساعات في محطةِ القطارِ تلك التي أعتادتْ وجودي على مقعدها الأزرق ذاته
قلّما يأتي مَنْ ننتظره وقلّما تأتي الأحلام كما نتمنى
ماذا لو تأخرتَ عن موعدِ وصولِ القطار
ماذا لو جلستَ ع مقعدٍ آخر ليسَ بذات اللون
فلتقصدَ مدناً أخرى لا سجلَ للذكرياتِ فيها
لا حبيباً ولا صديق
لا فراقاً ولا خيبة
فلتقصدها باحثاً عن حكاياتٍ جديدة
تجوّلْ في شوارعِها
استمعْ إلى تلكَ الفتاة التي ترتدي فستاناً أسود وهي تعزفُ أجملَ الألحانِ في تلك الأزقة التي تملكُ الشغفَ بينَ طياتِ هندستها المعمارية
أو بينَ لوحاتٍ فنيةٍ معلقة هناك وهناك
تساءَلْ وأنت تتأمل
ليسَتْ هناك مشكلة لو ذهبْتَ لتبحثَ عن شيئ لا تعلمْ ما هو
لكنَّ المشكلة الحقيقة تكمن في كونك لنْ تبحثَ عن شيء قطّ
ربّما ستجتازُ أميالَ كثيرةٍ وأنتَ تشعرُ بالمللِ والرغبةِ بالعودةِ إلى حيث أتيتَ وتفتح دفترَك الملونَ وتحديداً القسم ذات اللون الأسود منه وتدوّن ما يروقُ لك كتابته
هكذا هي حياتُكَ يا صديقي
محطاتٌ كثيرةٌ تضيعُ وقتَكَ سدىً وأنتَ تنتظرُ ما لا يتوجبْ عليك انتظاره
وأناسٌ تشعرُ بالشغفِ لطالما مررْتَ بحياتِهم و مروا بكَ
وما تبقى يجعلونكَ تشعرُ بالمللِ والخيبةِ لطالما تعرفْتَ عليهم في مناسبةٍ لعينةٍ كانَتْ نتيجتها ما أنت عليه الآن
|| علي حبيب حبيب ||
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا