قارعة الطريق بقلم دلع سائر داود

أراها أمامي ،مرمية على قارعة الطريق في زقاق الحرب البيولوجية التي نخوضها
تنفث أنفاسها الأخيرة مستغيثةً بي وبالأمل الذي وضعناه سوياً في قلبي
أما أنا فأقف مكتوفة الأيدي دون حراك أشهد موتها بقلبٍ مثقوب
إنه الرمق الأخير
لقد ماتت...ماتت أحلامي قبل أن تولد 
ماتت في رحم المعاناة وأجهضتها بالكثير من الألم
هويت نحو القاع مجدداً فتاةً من رماد 
دون أحلامٍ أعانقها لتمسح دموعي بأكمام الشغف
لن أقوى على الطيران مجدداً ولن أحادث الأشجار
لن أغفو بين عينيك بعد الآن ولن أقوم بمهماتٍ سرية لسرقة قلبك
ماتت أحلامي...منفذي الوحيد نحو الوجود...نافذة روحي على العالم
لم يبقَ بحوذتي سوى واقعي الذي يخلو من أجنحةٍ بيضاء أحلق بها نحو الصفاء المفقود من قلوب الناس 
واقعي الذي يفرض عليّ هيمنته التي تجبرني على اقتناء الجمود بدل الحماس
لا أعتقد أن فيروز كانت جزءاً من أحلامي 
لكنني لم أعد ألتمس في صوتها أماني الضائع
في الضفة الأخرى أستطيع القول أن عالمي مازال أخضراً 
مازالت أختي تضحك وأخي يضحك وأبي يضحك 
لكن أمي وحدها من كان يبكي 
إما فقدت أحلامها او شهدت مقتل أحلامي
رغم انعدام الأمان من حولي في وجوه الجميع 
رأيت أمان الجميع يتربع في وجه أمي

|دلع سائر داود|