شبكة سورية الحدث


آذار بقلم محاسن عبدالكريم الدرويش

آذار بقلم محاسن عبدالكريم الدرويش

صَبَاح الْوَاحِد وَالثَّلاثِينَ مِنَ آذَار 
كُنْت أصرخُ بِعُلُوّ صَوْتِي 
لَكِن لامجاب لَه 
لامستجيب لصراخاتي 
لَا أَحَدَ يَرْكُض إلَيّ 
وَحْدَه الْمَوْتِ مِنْ يَتْبَعُنِي 
يركضُ خَلْفِي حاملاً مَعَه 
أَلَم الذِّكْرَيَات 
أَلَم الشَّوْق 
صَرَخَات الْمَسَاء 
دُمُوع عَيْنَاي الَّتِي أغرقتها الْوِسَادَة 
يَرْكُض إلَيّ ليذكرني إنِّي مَازِلْت أَتَأَلَّم 
وَمَازَال قَلْبِي عَطَشًا للقا ! 
وَمَازَال الْأَلَم يَكْمُن بَيْن أَوْرَدَه الْقَلْب 
حَتَّى الْجُرُوح فِي يَدِي تَشْهَدُ عَلَى آهاتي 
اسْتَيْقَظَت مهرولة 
قَلْبِي يَنْتَفِض رَعْشَةٌ 
وعيناي حجظتا 
أَسْنَانِي تَصْطَكّ بِبَعْضِهَا الْبَعْض 
يديّ ترتجفان 
وَكَأَنِّي رَأَيْتُ أنيابًا تَقْتَرِب مِنِّي 
لتلوذ بِي 
صرخاتي لَا تَتَوَقَّفُ 
تُقْطَع الْخَوْف بِأَنْيَابِه 
الْجَمِيع حَوْلِي 
أُمِّي تَمْسَحُ عَلَى رَأْسِي 
وَتَمَسَّك يَدَي لأَشْعُر بِالْأَمَان 
وَكَيْفَ لِي أَنْ أَخْبَرَهَا مارأيته كَانَ يُرِيدُ أَنْ يعيدني إلَى منفاي 
إلَى مَنْفَى الذِّكْرَيَات حَيْثُ يُوجَدُ الْحُزْن وَالشَّقَاء 
يُحَاوِلْ أنْ يعدني لأتالم مِنْ جَدِيدٍ . 
#محاسن عبد الكريم الدرويش

التاريخ - 2020-05-01 11:04 PM المشاهدات 803

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا