شبكة سورية الحدث


ليلة باردة بقلم أنس الشاحذي

ليلة باردة بقلم أنس الشاحذي

في ليلة باردةٌ من اوآخر شهرُ ايلول كُنت اعاني من نزلةٌ برد شديده ، وقفت علئ قدماي وذهَبتُ الى العَمَل ، كان كُل شيٌ حولي يُشعرني بَ البرد ،
مريضٌ وارهقني العمل ،
عآنيتُ جداً من المَرض ، كُنت ارجُف !
حينها لجأت للخيآل كَ حل أخير ، فكّرت فيها وغرقِت ُ !
هل رأيتُم غَريقُ يَشْعُر بَ الدفء ؟
نعم ذَلِكَ انا !
بينما كُنت أبحِرُ بِخيالي وتائهٌ في حُبها وانا في قِمة احتياجي لها ، 
وصلتني رِسالةٌ مِنها " سأخرُج بعد رُبع سآعة من الان "

حينمآا شعرتُ بَ اهتزاز هاتفي  رأيتُ رسالةٌ منها ،
قرأت مُحتواها ،

جلست ل دقيقة مُحدق في العدم واتسآئل "
هل انا في حُلم ام حقيقه ؟
لم اُصدق أبداً ،
خرجت عن اطار الوعي ، 
بعد دقيقةُ عدتُ الئ رشدي ، نظرتُ الى ساعتَي ، تُشيرُ الئ الثامنه ليلاً ،
صوتٌ من دآخلي " ايُّها الغبي ، لقد مرّت دقيقه ، لقد تأخرتُ جداً " ،
لم اخُبرُ أحداً انَّي سَأخرج ،
وبدون ايُّ تأخير أو تَفكير ولو للحظه هَرعت مُسرعاً نحوها ، 
وصلت الئ مكانُ اللِقاء في الوقت المُناسب ، انتظرتها ، 
مرّت نصفُ ساعه ولم تخرج ، بدأت فيء التفكير ، 
هل تأخَّرت في الوُصول ؟
ايُعقلُ انها أتت وعادت ولم اراها ؟
أسئلة كثيره إجابتها وآحده ،
لن ارحل ، سأنتظر !

فجأة وفي الظلآم الدامس لَمحتُ طيفُها ، 
ساقتني قَدَماي ونزلتُ مُسرعاً نحوهُ ، 
لكِن ..
لم يَكُن طيفٌ ، كآنت هي !
حين وصلت ورأيتُها لم اُصدق ، شآهدتُ إرتبآكُها خُطوآتها يميناً ويسآراً ، 
لمَ اُفِكر حينهآا بَ اي شيٌ ، أمسكت بيدها وخطوه بخطوه الى جانِب المنزِل ، 
فجأةٌ ، تشابكت اصآبِعُنا ، أعيُننا تُحدِّق ببعض !
يالها من لحظه ، يآلهُ من شُعور جبّآر !
مُرتَبكهٌ جداً ، كآنت تكلمني بَ صوتُ مُنخفض وخافِت جداً ،
أُقسِم اني كُنت غآرقاً في مُحيط عيناها ، ولم أسمعُ منها كَلِمَة !
أفلتَت يدي وذهَبَت ، لم اُصَدِّق !
بهذهِ السُرعه رحَلَت ؟
لكِن رُبّما سَتعود ،
ظللت وآقفاً مُنتظراً ، مُحآولاً تَذكُر مَ قالتةُ لي ،
حاولت أن اتذكرُ كثيراً ، لكن كُلَّمَا حاولت ، اتذكُر نظراتُها !

عآدت مُجدداً ، إقتَربَت نَحْوِي ، 
شعرتُ بَ خوفها ، التمست إرتباكُها وقلقُها ولمحتُ رجفةُ يدها ..
انا أيضاً كُنت كذلك !
لم استطع النُطقُ بَ كلمه ، ناظرتُ عيناها مُجدداً ،
هُناآ الكارثه !
تَبعثرت الحُروف ، وضآعت الكلماتُ ، ونسيتُ الابجديات ،
لم يَسعُني سِوى احتضانها ، علها تفهم ماأريد اخبارها به ،
اردتُ ان اقولُ لهآا " أنا هُنا .. عندمآ تَكُونُ لديكِ أحلام سيئة ، وعندما تشعرينَ أنك لا تستطيعين الحديث ، وعندما تشعرين أن روحك ثقيلة ، بغضّ النظر عمّا نمر به .. أنا هُنا ،
أيضاً ان تعلم ،
كم اُحبها ، وكم أحتآجُها ، وَكَم اكرهُ حُزنها !

اقتربتُ نحوها ، لكنها تراجعت للوراء قليلاً ، 
قُمْت بَ احتضانها بِدونِ مُقدمات ، قاوَمت قليلاً في البدآيه لكني شددتُ عليها ،
وسُرعانَ مَ أدرَكت والتمست مدئ حاجتُها هي أيضاً ل هذآ الحُضن ،
مَدت يَديها ، وإحتضنتني هِيَ أيضاً !
اقسمُ لكم إأنَّهُ بِ الرُغم انهآا كآنت ثوانٍ رُبمآا لآ تتعدّئ الدقيقه ،
إلا انَّي نسيت من انا ، نسيتُ من أكون ،
أطلقتُ تنهيدة تَفجّرت بعدُها براكين الْحُزْن بداخلي ، أبتعد عني كُل وجع ،
تعآفيتُ من المرض !
سآفرتُ الئ عالمٌ آخر ، عالمٌ ليس به سوانا ، ذَهبتُ لَ دُّنْيَا غير الدُّنْيَا ، كوكَبٌ بَ اسمها ،
كآنت اطٓول ثوانٍ مَررتُ بهآ ،
بعدهآا لمحنا ضوء آتٍ من بَعيد ، تغلّب عليهآ الْخَوْف ، أفلتتني وذهبت !
وذهبتُ انا ، وذهب معها قلبي !
وحدهُ من بقئ جمالُ ذلك الشعور ، وجمالُ تلك اللحظات .

أنس الشاحذي .

التاريخ - 2020-05-01 11:13 PM المشاهدات 1298

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


كلمات مفتاحية: بعيد جمال الشعور