"الرسالةُ الأخيرة"
كتبتْ في مُفكرتها قبلَ أن تغادر :
أربعةَ وعشرينَ عاماً وانا أمشي في طريقٍ طويلٍ متعلقةً بما يُسمى نهايةً سعيدة !!
كان زادي خلالَ رحلتي الطويلةِ تلك، دعاءُ والديّ ورحمة الله ومحبة الأصدقاء وطيفُ عتيقي الذي كان ينيرُ ليَ الطريق
حاولتُ خلالَ رحلتي أن أكونَ أنا " أنا " نسخة مميزة وغير عادية، لا تشبهُ الأشباحَ التي تسيرُ في نفسِ طريقي !!
كنتُ في كلِ خطوةٍ أخطوها أعانق المثالية والكتب التي تنتظرني لأقرأها ،عانقتُ الأحلام والحبَّ والكبرياء، ومراتٍ كثيرة غافلني فيها الكرهُ الأسوّد ليعانقني فرفضتهُ و رميتهُ بعيداً، وفي كل مرّة كان يأتيني شبحٌ قبيح بهيئةِ الزومبي يُدعى اكتئاب، يحاولُ إيقافي ف أقتلهُ بما أملكُ من حبٍ وأمل ودعاءٍ وشغف للنهايةِ السّعيدة
اليوم ...
نظرتُ خلفي !
لا أدري كم كيلو متراً قطعتْ، لكن جلَّ ما أعرفهُ هوَ أننّي ألهثُ من التعب
اليوم.....
رميتُ تلك المثالية، رميتُ الكتب، رميتُ الحبَّ، والشّغف "اللهم إن لم يكونوا هم الذين رموني بعيداً عنهم"
حسناً سأقولُ كاذبة أنا من رميتهم كي أُحافظَ على ماء وجهي !!
أصبحتُ فتاةً عادية، مجردة من كل شيء
توقفتُ مستقبلةً شبحاً أسود، سأسمحُ لهُ بابتلاعي دون مقاومة، ولِما أقاوم؟!
سيعانقني ويَزِفُني إلى العالمِ الآخر
فأرجو منهُ أن يأخذَ بيدي إلى حياةٍ أُخرى أعيشُ بها مجردة من كلِّ ذاكرة.
"هبه الحوراني"
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا