سورية الحدث الاخبارية - السويداء- معين حمد العماطوري
بعد ثمانية سنوات على غياب العلاقة الوشائجية بين السويداء وقراها وبين قريتها "خربا" بمنظومتها الإنسانية والاجتماعية، وتاريخها العريق الوثيق في تعزيز دور رجالها الأفذاذ إذ من منا ينسى ذات الرجل الذي قال عنه "سلطان باشا الأطرش": قالها سلطان ونفذها عقلة" أي المجاهد البطل العقل المفاوض والنائب عن جبل العرب مع بداية العهد الوطني بعد جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية، "عقلة القطامي" الذي ما برح يخاطب الفرنسيين بمسيحيته واسلاميته وعقله الوطني أنه ابن سورية ووليد جبل العرب إلى جانب ثواره وأبطاله، ها هي قريته "خربا" اليوم تعود إلى حضن الوطن من براثن الإرهاب والإرهابيين وما دمره في زوايا حجارتها محاولين طمس معالم تاريخها الوطني المشرف...
ها هي أجراس الكنيسة في "خربا" يعلو صوتها بتعانق الصليب والهلال: "حي على الفلاح، باسم الآب وابن وروح القدس آله واحد أمين" ونحن نعيش غبطة شهر الفضيلة والإيمان شهر رمضان المبارك تتجسد فيه قيم الوطن والإيمان وقيم الانتماء والعرفان، لتعود قرية "خربا" بحجارتها البازلتية وهي تناشد الزمن والتاريخ أن الإرهاب دنس أرضها ولكنه لم يؤثر على انتمائها....
بحيث علمت سورية الحدث الاخبارية أنه تم ذلك بالتنسيق بين محافظ السويداء والجهات الأمنية المعنية مع مركز المصالحة الروسي وفق ما ذكره المكتب الصحفي في المحافظة أنه تم اخلاء كافة منازل أهالي قرية خربا والبالغ عددها /٩٦/ منزلاً التي كان يقطن بها عناصر من الفيلق الخامس وتسليمها إلى أصحابها، جاء ذلك بعد عدة اجتماعات مسبقه كانت قد عقدت لهذه الغاية، تم الاتفاق فيها على إخلاء المنازل وعودة السكان الأصليين مع انتهاء العام الدراسي، وستقوم محافظة السويداء بإرسال لجنة من المديريات المعنية لإعادة تأهيل البنى التحتية في البلدة، وتمكين المواطنين من العودة إلى حياتهم الطبيعية بعد خروجهم منها منذ ستة أعوام...
وسيتم المتابعة مع مركز المصالحة الروسية بدمشق والعمل على إعادة بلدة "جبيب" في المرحلة القادمة...
ربما هذا ما جاء تنفيذاً للقاء بين المجتمع الأهلي والروس في مدينة "شهبا" ومطالبة الأهالي السويداء والمطرانية بعودة "خربا وجبيب" إلى حضن السويداء وعودة الأهالي إلى أرزاقهم...
ولعل السؤال الذي يطرح اليوم في الشارع وهو علامة استفهام عن طبيعة الإخلاء وتفاصيله المبهمة؟....
مرحبا بك يا "خربا" بين أهلك ومضافة "عقلة بيك القطامي" ستعود مشرعة أبوابها يفوح منها رائحة البن والهيل العربي الأصيل ....