البارحة كان هنا.. بيننا تماماً...
يجلس على أريكته تلك... يبتسم بكبرياء...
نجتمع حوله... نتبادل الذكريات... وتحدثنا جدتي عن طفولة كُلِّ منّا..
يضحكُ الجميع... ونلتفتُ إليه لنجده لا زال يبتسم...
ترنُّ الساعة التاسعة... فيخلد لعادةِ النومِ المُبكر ..
نصرُّ عليه بالبقاء...:( ضل سهار..)
...............................................
يدخل من باب المنزل لينده... رسمية؟؟؟ (اسم جدتي)
فتُردد خالتي سؤالها المعتاد...( ليش رسمية..؟)
(_لان البيت بلاها ما بينداس...)
….............................................
البارحة تماماً كان هنا...
أفتح باب الغرفة فيقول لي... (اليوم فطرتي...؟ام ياسر حطي اكل لهالبنت قال مافطرت...)
لاؤكد له مجدداً... أنني كبرتُ وأستطيع تحضير الإفطار وحدي
...............................................
البارحة تماماً
. اتصلت به... قال لي: كيف دراستك يا جدي؟
_منيحة دعيلي...
_الله يوفقك...
اليوم تؤكد لي جدتي أنه بعد صلاته يُكرر ( الله يوفقك يا نوّار...)
.....................…........................
في الأمس كرهت اسمي... فرددت أمي... (رغبة جدك)
اليوم أبتسم: الحمدلله أنه قد أسماني...
أحمل شيئاً منه وأجوب به الحياة...
...............................................
البارحة قال لي.. اذا متت يا جدي وكان عندك امتحانات لا تجي
يا ليتني احتضنته حينها وأخبرته أنه دُنياي...
...........................................
قال لجدتي...:( يا ام ياسر بدك تبكي إذا متت؟؟)
لتؤكد له بالايجاب
_لا تبكي... انا بكون مبسوط كتير... كيف رح تبكي وأنا مبسوط...
.......................................
اليوم نجتمع في ذات المنزل... الذي أُطفئت أضواءه على رحيلك...
أفتح الباب...
_(ما فطرت اليوم... ياريتك تسألني... )
نجتمع بذات المكان... حول جدتي...
ولكن مكانك فارغ... نتبادل ذكرياتك... لالتفت لمكانك... لازلت تبتسم أراك هنا بيننا...
ثم ترنُّ الساعة التاسعة... ضل سهاااار... هالعمر مشوار... ياليتك هنا...
على أمل اللقاء...
أكدّت لي سابقا ألّا أتخلى عن قلمي... رحلت أنت و ٱنقذتني الكتابة...
لا أستطيع دفنك دون صراخ... لم أتوقع أن أصرخ بقلمي بما أوصيتني يوماً ألا أتركه... اليوم فهمت وصيّتُكَ....
نوار لقمان بلال
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
