الحُب هو جدي... الذي كان يحاول إخراج جدتي من أُميتها... ليُملي عليها ألفٌ، باءٌ... تاءٌ.. من دون ملل...
الحُب هو جدي... الذي لم ييأس يوماً من تعليمها رغم العمر الذي مرّ...
رغم شيب محاولاته التي سقطت سهواً... لتتلو عليه جدتي يئسها من تعليمه،فليدعها و شأنها..
الحب هو جدي الذي كان يبتسم لتمتمة جدتي وشتمها للعمر الضائع الذي يحمل إجبارها على التعلم.. وبأنها لن تتزوج به لو عاد العمر للوراء...
الحب هو جدي الذي كان يتفقدها منذ دخوله للمنزل قائلاً :
(هذا البيت لا يُسكن إن غابت هي عنه..)
الحب هو جدي الذي بقي حتى الرمق الأخير يؤكد أنه سيتزوج من هذه الأُمية لو عاد الزمن إلى الوراء مئة مرة... صاحبة العقل العنيد...
الحب هو جدي الذي كان طلبه الأخير ألا تبكي أميرته على موته... فلا دموع ولا قهر يمسُّ قلبها...
اليوم تُقلب الأدوار... يغيب جدي عن دُنيانا.. تستيقظ جدتي صباحاً تحاول جاهدة التعلّم دون جدوى... تتأفَّف من منزلٍ لا يحمل صوته...
تُملي علينا أحاديثه الطويلة... وتتمتم يا ليت العمر يعود... لأتزوج بذاك المثقف العنيد مجدداً...... لتتعلم معه دون ملل...
الحب هو جدتي التي ابتسمت لرحيله مودعة إياه بقلبٍ قوي على أمل اللقاء مجدداً... الحب هو أنتم...
نوار لقمان بلال
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا