شبكة سورية الحدث _ بقلم : ابتهال قناطري
كقطرةِ ماءٍ صعدَتْ إلى السماءِ ونسيتْ أن تنزلَ مطراً أنتَ رحلْتَ ولم تعدْ...
وكورقةٍ باقيةٍ صمدَتْ لكنَّها سقطَتْ في موسمِ القوةِ وخانتْ الربيع مضيْتَ...
أو على الأغلبِ كُنتَ موجوداً كغيمةِ صيْفٍ اكتَشَفَتْ أخيراً خطَأها وتلاشت بسرعة..
كوضوحِ الشمس التي لم تستحِ منَ الحقيقةِ يوماً صَدَقتُك.. لكنكَ كنتَ كبرقٍ لم يأتِ بعدَه مطر.
وكنْتُ كضوءِ قمرٍ متسوّلٍ للنورِ ليضيء ليلةً مظلمةً، أشحذُ كلّ قوتي لأنير خطواتك خوفاً من تعثرِك، لكنّك عندما فقدتَ إرادتكَ لم أنفعكَ وتعثرت.
أو ربما أنا من تعثرَ و ذنبكَ أنك لم تلفتْ خلفكَ و أكملتَ الطريق.
طريقٌ قد تشابكتْ في بدايتهِ أفكارنا، أحلامنا، وأحاديثنا.. فتسارعتْ فيه الخطوات و ما يدرينا لعلّ الوصولَ كان قريباً، أو لعلّ الحياة أصلاً عبارة عن طريق.
طريقٌ نسيرُ به و تتلاحَق الخُطوات، ما هي إذاً فلسفةُ الوصولِ إلّا خدعة!!!
من تركَ منّا الآخَر؟ من توقف و من أكمل؟ أم أنّ هناكَ مفترقٌ انفصلت عنده خياراتنا... حقّاً لا أعرفُ أبداً و كلّ ما أعرفهُ أنّني لازلتُ أقفُ على الأفقِ في مواسمِ عودةِ الطيور، و أدعو الله أن يكون لكَ إخلاصُ العودةِ كطيرٍ تذكرَ الغصنَ الذي بنى عليهِ عشّهُ وعادَ إليه مع أنّ العُشّ قد سقط واختفى منذ رحيله....
لازلتُ كلّ يومٍ أخبرك بكلّ الأحاديث التي كانت تدورُ بيننا كلّ مساءٍ ، و كأنك لم ترحل أبداً....أخاطبُ نجماً و أستأمنهُ أسراراً كانت بيننا....
أنتَ الآن رفيقُ مساءاتِ الوحدةِ و مؤنسُ قصصِ العشقِ التي نسجتها في خيالي منذُ بدأتُ مراهقتي.... لكن لم يحدث أيُّ منها! ..مثلكَ تماماً... فأنت لم تحدث لي أبداً... لكني لطالما أردتكَ أن تحدثَ بكلّ قواي ، فبدأتُ بنسجكَ كلماتٍ برسائل... وصورٍ في عمقِ الذاكرةِ.. تبقى إلى أن أشاءَ أنا نسيانك...
و الآن هذه رسالتي التي لم أعرف كم رقمها بعدَ المئتين ولا أعرفُ كم كررتها من بين الرسائلِ الستين المكررة.. المهم أنّها أيضاً لن تصلك..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا