سلام الشيخ محمد
¶الفضاء كما تخيلته يوماً¶
ما بعد التّنهيدة الألف قبل النّوم
شعرتُ بذبذباتٍ توخزُ رأسي
عيوني أثقلها الكرى
بدأتُ أفتحُهما بالتّدريجِ خشيةً من هولِ ما سأرى
اووه..صعقتُ
وجدتني أرى كوكب الأرض حقيقةً
نعم رأيته من الخارجِ
كان النّورُ ينبعثُ من بقعةٍ
حيثُ تسكنُ مَنْ ملكتِ القلب
أمّا باقي الأرجاء فقد كانت تخلو من كلِّ شيءٍ
كلِّ شيءٍ سوى الظّلام
عرّجتُ بوصةً واحدةً إلى الأمامِ
رجوتُ القوّةَ أن تحنو عليّ وتحتلُّ قلبي
كلُّ شيءٍ مبهمٌ أمامي
لا ضياء سوى نور وجه حبيبتي
خرجَ للتوّ نيزكٌ من حيثُ لاأدري
اعترى الخوفُ قلبي
فراح يضخُّ دماءَ الجزعِ في شراييني
عندما اقتربَ من الأرضِ
غيّرَ مساره وتاهَ في غياهبِ الفضاء
أظنّه كان على موعدٍ مع نيزكٍ آخر
موعدٌ غراميٌّ
من قال أنّ الجمادات لا تعشق
العشقُ أساسُ هذا الكون
رأيتُ الشّمسَ
فغرتُ فاهي مشدوهاً لروعةِ المشهد
الشّمسُ لا تحترقُ
تحنو علينا بضوءها الأبيض
ليست ذهبيّة اللّون
أظنُّ أيضاً أنها تتوارى بهذا اللون الذّهبي
خشية أن يرهق أبيضها مقلنا
لحظة...ماهذا؟؟
حلقاتُ زحل تدعوني لأتدحرجَ عليها!!!
"ما هذا الهراء"تمتمتُ مقترباً منها
"لقد انتظرتك لتأخذ حفنة من جمالي لأهلِ الأرض"
"لما..وكيف؟؟"تساءلت والوخز الكهربائيُّ يضربُ رأسي بعصاه الجهنمية
"هيا اقترب"
قدّمت يد خفية لي كيس مكتنز بالتّراب
"اذهب لأهل الأرض واجعل هذا التّراب يتخلّلُ كلّ خاتم يلبسه محبّاً لحبيبته..فليبارك الرّب هذا الحبّ بحفنة من جمالي"
اضطربت خطواتي وكدتُّ أقع أرضاً
لكن كيف لي أن أقع في الفضاء؟؟؟
رأيتُ إشارات الاستفهام تتآمر على عقلي
أنهكتني ضرباً حتّى وجدتها تتحوّلُ إلى نقاطٍ وإشاراتِ تعجُّب تفترشُ سريري
ليته لم يكنْ حلم
ليتني سرتُ نحوها
نحو بقعة الضّوء تلك لأباركها بالحب والجمال
سلام الشيخ
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا