"على دروب الليل"
الليلُ و مَا أَدرَاكمّ مَا اللَيلُ ومَا يَكْمنُ فِيه..
هو السّكونُ و الهُدوء...
و الأَشكالُ الثابتةُ و المُتحرِّكة ، و الكامنةُ و الدَّاكنة ، و مَجموعةٌ منَّ الأَشجَانِ و الأَلحانِ التِي تَكمنُ فِي أَنفُسِنَا و أَرواحِنا المُخمَلية....
هو الحضنُ الدّافئ الذي يحضنُنا و يحمل فيه مَشاعرَنا و أحاسيسَنا التي تعصفُ و تحرِّك قلوبَنا و عقولَنا، لَا نَدري بِما سَيكمنُ الهُدوء فِيهن ، مِن الأَفكارِ و الهَواجسِ و الزَلازلِ الفِكريّةِ و العَاطفيّةِ و الفَوضويّة....
التِي تُلاحقُنا قبلَ أَنّ ندوِّنَها أو نؤرِّخَها أو نلاحظَها ، في مُجرياتِ أَيامِنا و زَمانِنا، التِي تَعصفُ و تَكتبُ بِما مَضى و سَيمضِي...
هُو الوَقت الذِّي تَكون فِيه عُقولنا صَاخبة و حَافلة بِضجِيج الأَفكَار المُبعثَرة، ونَسرحُ فِي أَحلَامِنا، وقُلوبنا تَبوحُ مِن المَشاعِر والأَحَاسِيس المُتلازِمة لِنفرغُها لِمن نُحبه ونَرغبهُ فِي كَونِنا الحَافل بالحُب و الألآم...
لكنّنا سَنعلمُ جَيداً إِذَا بَحثنَا عَن تِلكَ المُستجداتِ و النّظريَات فِي لَيالِينَا ، سَنكونُ عَلى ثَباتٍ و يقينٍ إِذَا عَالجنَاها و أدرَكناهَا تماماً في الليالي المقمرةِ و المُمطِرة...
و لَكنّ إنّه النّورُ الذي سَينيرُ قُلوبَنا جَميعاً بلَا إِستِثنَاء...
وفِي هذَا الفَناء و الفَضاء قَريباً ، و الدَرب الأَبديّ اللَامُتغَير نَحو السَعادةِ الحَتميّةِ فِي هَذه اللَيالِي الهَوجَاء العَاصِفة و الدّافئَة...
بقلمي محمود موسى
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا