سورية الحدث - السويداء- معين حمد العماطوري
يمر عيد الشهداء وجيشنا الباسل يتصدى للعدوان الإسرائيلي الإرهابي ومشغليه في المنطقة، ويقاوم الارهاب والارهابيين منتصراً بإيمانه وعقيدته، وقوافل أفراده تتبع طريق الشهادة، والظروف الراهنة الصعبة تحمل معها الجوع والفقر، والأسر الفقيرة تزداد يوماً بعد يوم ودخل الفرد يتناقص أمام سعر دولار، وجشع التجار والأسعار في لهيب متصاعد، والقرارات الارتجالية للحكومة العتيدة تجتاح أسواقنا وعيون الرقابة في عماء مطبق، ومحاسبة الفاسدين والمقصرين شعار يطلقه الفاسدون أنفسهم على حساب الوطن والمواطن، وتنامى مستوى النفاق بتنوعه وأشكاله الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على حساب تاريخنا وموروثنا، عدا عن ظواهر الخطف والسرقة والقتل والتنكيل... فما عسانا نقول للشهيد بعيده!
أنقول أن أسرتك باتت تشكو جوعاً وفقراً وقهراً من المجتمع على حساب شهادتك التي قدمت دمك فداء لهم وللوطن، إذ بدل منح أسر الشهداء المساعدات المادية وضمان العيش الكريم لهم، باتوا يستعرضون بخاطبات وقصائد ولقاءات اجتماعية لا نفع منها سوى بشهادات كرتونية يقدمونها لأسرتك الفقيرة مع كميرات التلفزة والمواقع التواصل ونشر أنهم قدموا لهم شهادات وكأن تلك الشهادات تطعم الجائع وتقي الفقير من برد الشتاء وجوعه...
ماذا نقول لك أيها الشهيد ومجتمعنا في تشرذم وتفرقة بين تفتيت في روابط المجتمع من مرجعياته الدينية والاجتماعية والسياسية والثقافية، والتسارع في رفع وتجسيد الصوت الأكثر تملقاً على حساب دمك؟...
ماذا نقول لك وقد ران على أضرحتك غبار الكذب والنفاق وورود الألم ودموع الفراق والحسرة لأبنائك وأسرتك الفاقدة ظلال وجودك وشظف عيشك الكريم؟...
هل نقول أن احترام دمك بات شرعة لإصدار القرارات الحكومة الجائرة التي وضعت شعاراً لها بأن "الشهداء هم أنبل من في الدنيا وأكرم بني البشر" وهي لا تذكره إلا بخطاباتها بيوم عيدك؟
أم نقول أن هدفك بالشهادة لتحرير البلاد والعيش الكريم لأبناء وطنك بات تحت رحمة التجار والسماسرة واصحاب رؤوس الأموال المتاجرين بعقل وتاريخ وكرامة الوطن والمواطن...
أننا في عيدك ايها الشهيد المبجل نخجل منك ولا نخجل من أنفسنا اننا لم نستطع أن نفي بأمانتك للشهادة...ولم نستطع أن نعزز شهادتك بالحفاظ على مقدرات الوطن من أيدي العابثين والمارقين والفاسدين، ولم نقدر على مواجهة إرهاب التاجر الجشع من إرهاب التطرف الديني الداعشي البغيض؟
كيف لنا أن نمجدك بعيدك ونحن نلبس حلية الزخرف الجائرة وعباءات التخلف؟
كيف ننظر بعينك وأنت من زرعت بدمك الطاهر أيقونة المجد الخالد في سجل الخالدين؟...
أخيراً يبقى عيدك لك ايها الشهيد فعش به مزهواً أنك قدمت لوطنك قطرات دمك لينبت سنديان الصمود والمقاومة في كل لحظة إذ في كل ذرة تراب هناك شجرة خالدة ومحال أن يموت الخلود..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا