شبكة سورية الحدث


المشروع السعودي في سورية.. و الجيش السوري بالمرصاد

يخطّ القدر لعنته المرصودة لحكمة إلهية، منطقة كثبان رملية ستكون شراً مستطيراً على شعوب أعظم مناطق الدنيا، ومنها سيطلع قرن الشيطان الذي لن يهدأ حتى يحول الشرق الأوسط لبقعة من نفط ودم ونار!. قامت مملكة الرمال والعبيد المسماة زوراً بـ "السعودية"، عقد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود صفقته مع الشيطان مقابل حصوله على السلطان والسطوة، وكمان له ما كان، تناسل أبناء المذكور جيلاً بعد جيل، ودججوا مملكتهم بإنجاب مئات الأمراء لضمان الحكم في العائلة، مع الحرص على إتباع إستراتيجيتين الأولى ضمان المصالح الأمريكية في الخليج مقابل حماية العم سام للعرش الرملي في الرياض، أما الإستراتيجية الثانية فكانت اللعب على الوتر المذهبي والطائفي واتخاذ الدين وسيلةً لتحقيق أهدافهم. ماحدث في لبنان سابقاً يشهد بإستراتيجية آل سعود تلك، ثم ما حدث في العراق من احتلال، والآن في سوريا، إذ لم تكتف عاصمة "الخصيان والصبيان والعجائز" بفتح حنفية المال والسلاح والفتاوى على كل مرتزقة العالم السفلي كي يتوجهوا إلى سوريا، ولم توفر فتنةً إلا وقد أثارتها لتحقيق صدع بين السوريين، وها هي اليوم تأتي لتكمل دورها التقسيمي المدمر من خلال استعدادها لاستضافة مؤتمر يزعم أنه يضم ممثلين عن طوائف المجتمع السوري كافة، والأحزاب السياسية والفصائل العسكرية والمنظمات الإغاثية والحقوقية. وبحسب ما تم تداوله في وسائل الإعلان أن المؤتمر سيدعو إلى الخروج بوثيقة تفاهم من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالية تقود المرحلة الانتقالية، من خلال توزيع الصلاحيات والنفوذ بحسب محاصصات طائفية وحزبية، وبحسب تلك الوسائل أيضاً فإن بعض المصادر أوضحت أن الوثيقة التي سيتم الخروج بها من المؤتمر وفق المحاصصات الطائفية، هي نسخة محدثة عن اتفاق الطائف الذي رعته السعودية في العام 1989 في مدينة الطائف. إذاً فإن آخر ملامح الأهداف السعودية هي لبننة سوريا، على اعتبار إن سرقتها وفق سيناريو تدميري على غرار ما جرى في العراق إبان الاحتلال الأمريكي لم تنجح ، ثم محاولة الرهان على السيناريو الليبي والذي لم يكن تحقيقه منطقياً، فلم ينجح هو الآخر، بالتالي فإن مشروع اللبننة ذاك هو أفضل ما يمكن تحقيقه من مشروع جهنمي لسوريا. بغض النظر عن عدم وجود بيئة سوريا واسعة تتقبل مفهوم المحاصصة الطائفية، والتي لو وُجدت لما استمرت صوريا بصمودها هذا، فإن مجرد الحديث بمنطق الطائفية يؤكد بأن المشروع الوهابي ـ الإخواني ـ الصهيوني العابر للحدود لم يكن وليد صدفة، ولم تكن القضية قضية حرية كما رُوج لها في البداية، حرية تأتي بتقسيم بلاد عمرها أكثر من سبعة آلاف عام بين جماعات راديكالية ستتناحر على السماء وجنتها قبل التناحر على السلطة في الأرض، هكذا هو المفهوم السعودي للسيناريو المرجو في القطر، فهل يوجد لدى الرياض من سيروج لها مخططها؟، نعم طالما أن هناك أخواناً وميليشيات إرهابية مسلحة بخلفيات متشددة وهابية تهدد بتنفيذ عمليات إبادة، وطالما أن هناك أشخاصاً يدّعون المعارضة والعلمانية وهم يهيئون أنفسهم ليكون كل واحد منهم "ميني زعيم "لطائفته أو منطقته أو قوميته كما هي الحال بالنسبة لبعض الساسة اللبنانيين "بحسب ما يتمنون ووفقاً للوعود السعودية". بالمحصلة فإن سوريا وعبر صمود جيشها ستصدّر للعالم تجربةً ستحكي عنها أجيال كثيرة، بأن الانتماءات الضيقة لا تبني أوطاناً، تلك الانتماءات الضيقة هي من يحاربها الجيش العربي السوري بموازاة محاربته لأبالسة العالم السفلي، هذا الجيش الذي يجمع كل سوريا ليكون صمام أمان لها. علي مخلوف
التاريخ - 2015-05-02 3:22 AM المشاهدات 896

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا