اعتبر المحلل السياسي والباحث الأكاديمي، عاطف عبد الجواد، المقيم في واشنطنمحلل سياسي,، أن الولايات المتحدة تهدف من إقامة المزيد من القواعد العسكرية في شمال شرق سورية، إلى ضمان دور لها في أي حل سياسي في سورية، والهيمنة على حقول النفط لاستخدامها كأداة تفاوضية مع دمشق في أي حلول مستقبلية للأزمة.
وقال عبد الجواد، المصري الجنسية، إن “للولايات المتحدة الأميركية عدة أهداف من إقامة المزيد من القواعد العسكرية في شمال شرق سورية في مناطق تواجد ميليشيا (قوات سورية الديمقراطية – قسد)، والتي كان آخرها قاعدة الجزرات في ريف دير الزور الغربي”.
وتحتل أميركا مناطقا في شمال وشمال شرق سورية حيث تتواجد أبرز حقول النفط والغاز والمزروعات الغذائية الهامة وأبرزها القمح، وتسعى إلى إقامة كيان انفصالي في تلك المناطق التي تنتشر فيها ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية- قسد” المتحالفة معها.
وتحدثت مصادر إعلامية معارضة منذ أيام قليلة أن القوات الأميركية «عمدت إلى إنشاء قاعدة عسكرية لها في منطقة الجزرات بريف دير الزور الغربي، وذلك بعد تعزيزات عسكرية وصلت على دفعات إلى المنطقة هناك على مدار الأيام القليلة الفائتة”.
وحسب مصادر عدة، تقيم قوات الاحتلال الأميركية 11 قاعدة عسكرية غير شرعية في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور خصوصاً قرب منشآت النفط والغاز في محاذاة الحدود مع العراق، إضافة إلى قاعدة التنف على الحدود السورية – العراقية – الأردنية.
وتؤكد سورية على الدوام إصرارها وعزمها على تحرير جميع أراضيها الخاضعة للاحتلال الأجنبي وللإرهابيين، بينما تشدد روسيا على أن الوجود الأميركي في سورية غير شرعي وتطالب بانسحاب القوات الأميركية من هذا البلد.
وأوضح عبد الجواد، الذي شارك في تأسيس مركز المدير العام للشبكة العربية الأميركية، أول شبكة إذاعية وتلفزيونية بالعربية في أميركا الشمالية، أن أول أهداف الوجود العسكري للاحتلال الأميركي في سورية ضمان دور للولايات المتحدة في أي حل سياسي في سورية في المستقبل، ومنع انفراد روسيا بشروط هذا الحل.
وذكر، أن الولايات المتحدة تهدف أيضا من وراء ذلك إلى موازنة هذا التواجد مع الوجود الإيراني الذي تطالب واشنطن بانسحابه من سورية، إضافة إلى السيطرة على حقول النفط في منطقة دير الزور، وحماية ودعم ميليشيا “قسد” حليفة الاحتلال الأميركي بزعم ضمان عدم عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى سورية.
وبخصوص سعي واشنطن للسيطرة على آبار النفط وسرقة إنتاجها، أوضح عبد الجواد، أن “حقول النفط بحد ذاتها لا تشكل أهمية حيوية لوشنطن لأن إنتاجها لا يتجاوز ٣٥٠ ألف برميل يوميا، ولكنها تسعى إلى عدة أهداف من وراء هيمنتها على هذه الحقول.
ورأى أن واشنطن تهدف من وراء الهيمنة على حقول النفط لـ”استخدام هذه الحقول كأداة تفاوضية مع دمشق في أي حلول مستقبلية للأزمة في سورية، وضمان عدم وقوع النفط في أيدي داعش لتمويل أنشطة إرهابية، وإعادة هذه الحقول إلى شركة نفط أميركية لادارتها بعد أن كانت هجرت سورية مع بدء الأزمة”.
وأضاف: “هذه الشركة كانت متعاقدة لإدارة الحقول وعودتها تعني أرباحا لهذه الشركة وعمالة في وقت تتدهور فيه فرص العمل والنشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، كما تستخدم واشنطن هذه الحقول في تمويل أنشطة “قسد” مما يخفف الأعباء المالية عن الميزانية الأميركية.
وفيما يتعلق بعلاقة واشنطن مع “قسد”، أشار عبد الجواد الى أنه ورغم أن الموقف الرسمي الأميركي لا يحبذ إقامة دولة مستقلة للأكراد في العراق وسورية في هذا الوقت، “فمن الممكن أن ينشأ هذا الموقف ليعطي أكراد سورية حكما ذاتيا كما هو الحال مع أكراد العراق”.
وبعد أن تساءل عبد الجواد: هل يؤيد الأميركيون دولة كوردستانية مستقلة في المستقبل؟ قال: “الجواب يتوقف على تطورات العلاقة الاميركية – التركية، وهو أمر ليس مستبعدا على الأمد الأبعد، لأن دولة كردية مستقلة سوف تكون دولة حليفة لأميركا في منطقة تنقسم فيها التحالفات والنفوذ”.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا