أكدت المستشارة السياسية والإعلامية بثينة شعبان، أنه وبقدر ما هناك تحديات تواجهنا هناك فرص يمكن لنا أن نستفيد منها ونستغلها لإبراز الأوجه الظالمة التي لحقت بسورية ليس فقط من اليوم وإنما منذ عام 1979، حين فرضت الولايات المتحدة عقوبات على سورية بذريعة دعم الإرهاب، وهذا الأمر مستمر منذ عقود وليس بجديد.
ولفتت شعبان إلى أن استهداف سورية لكونها تشكل الركيزة الأساسية في محور المقاومة، وحلقة مهمة جداً في الشرق الأوسط وفي التوازن الإقليمي والدولي وفي الموقف المقاوم للاحتلال والإرهاب والاضطهاد الذي تعاني منه منطقتنا اليوم، ” وكما بات معروفاً لا توجد دول كثيرة في العالم لديها الجرأة لممارسة قرارها المستقل، معتبرة أن الحرب على سورية هي حرب على قرارها المستقل لأنها رفضت أن تكون دولة تابعة، وتنفذ ما يملى عليها.
ولفتت شعبان إلى أن الجديد في قانون “قيصر” هو أنه يستهدف حلفاء سورية وليس فقط سورية، حيث سمى هذا القانون في عدة فقرات “روسيا وإيران” بالاسم، وهذا غير مستغرب، حيث إن عدة مراكز دراسات وفي مقدمتها مركز الأمن القومي الإسرائيلي ومنذ سنتين يقول “إن أخطر ما نجم في الحرب السورية هو هذا التحالف الذي نشأ بين سورية وإيران ولبنان والعراق”، ولاشك أن التحالفات التي شكلتها الحرب على سورية خلقت واقعاً إقليميا ودولياً جديداً، وفي هذا الواقع الجديد، ظهرت الصين وروسيا كقطبين دوليين أساسيين، واليوم الصراع بجوهره، هو حول تشكل عالم جديد بعد انتهاء أزمة “كورونا”، ونحن اليوم نعيش مخاض تشكل هذا العالم الجديد.
وأشارت شعبان إلى أن الولايات المتحدة وضعت بنداً أساسياً في قانون “قيصر” مرتبطا بالنظام المالي أي أن يخرجوا من نظام “سويفت” أي شركة وأي شخص يتعامل مع سورية، وهذا التحدي يجب أن يواجه بتكتل بدلاً من مواجهته كدول منفردة لأنه يؤثر على العالم بمجمله.
واعتبرت شعبان أن الشيء الآخر الذي تضمنه “قيصر” لذر الرماد بالعيون هو وضع شروط لإلغاء هذا القانون، واصفة هذه الشروط بالمستحيلة، لأنها تطالب ببساطة بإلغاء السيادة السورية، و “لو كنا نريد أن نخضع لهذه الشروط لما خاض السوريون حرباً لتسع سنوات دفاعاً عن استقلالهم وقرارهم المستقل”.
وشددت شعبان بأن علينا أن نكون متوازنين لا نخاف ولا نخشى، لكن ألا نهمل مواجهة هذه العقوبات، علماً أن كل هذه الضغوط هي لإنجاز مالم يتمكن الارهاب من إنجازه وعبارة “حرب الأصيل بدل الوكيل” هي عبارة دقيقة، وثبت للعالم وللرأي العام أن كل ما تعرضنا له منذ سنوات كان بتخطيط دول، لذلك يجب أن تكون العزيمة نفسها والصبر نفسه الذي مارسناه طيلة سنوات الحرب على سورية، وهذا ليس بالأمر السهل ولكن لا خيار لنا سوى الصبر والصمود وهذا الصمود سيؤتي أكله قريباً.
وأكدت شعبان أن هناك بالفعل تكتلات بدأت تتشكل عالمياً ترفض الهيمنة الاميركية، وهذا أمر يقلق واشنطن التي باتت مهددة بالفعل بخسارة مركزها الأول عالمياً، وهذا يجعلنا أكثر تفاؤلاً بالمستقبل القريب، حيث إن سورية باتت أيضاً مركزا لهذه التكتلات العالمية الجديدة، التي من خلال دمشق ومن خلال الشعب السوري، أوجدت لنفسها مكانا على الخريطة السياسية الدولية.
شعبان اعتبرت أن تسمية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسفير الروسي بدمشق ألكسندر يفيموف ممثلاً شخصياً له هو أمر في غاية الأهمية لأنه يعطي سورية مكانة لا تحظى بها أي دولة أخرى، وهو جاء عقب حالة من التشويش التي حاول البعض القيام بها بما يخص العلاقات السورية الروسية.
وأكدت شعبان أن التحالف بين سورية وروسيا هو تحالف استراتيجي، مبينة أن طلب الرئيس بوتين من وزارتي الدفاع والخارجية مفاوضة الحكومة السورية حول توسيع القواعد العسكرية الروسية، هو دعم للعلاقات السورية الروسية لكي تصبح على أكثر من صعيد وتصبح مؤسساتية في المستقبل، واصفة الحليف الروسي بالصادق والشفاف، والعلاقات الثنائية بين البلدين اختبرها الزمن والأحداث، وهناك تشويش كبير ينال من هذه العلاقات، مؤكدة أن أي تشكيك بالعلاقات الروسية السورية أو بالعلاقات السورية الإيرانية، يخدم الأعداء وينطلق من الأعداء، المهم أن تكون ثقتنا عالية بأنفسنا وحلفائنا، مضيفة ” روسيا تشاطرنا النظرة الاستراتيجية نفسها وتفاوضنا بالتكتيك”.
وحول حرق المحاصيل الزراعية السورية بدعم مباشر من الولايات المتحدة، اعتبرت المستشارة السياسية والإعلامية أن ما يجري هو استمرار للعقوبات الجماعية، وهذه جريمة حرب موصوفة، والولايات المتحدة تسعى لتجويع السوريين.
شعبان أعادت التأكيد أن الدولة السورية لن تسمح باستمرار احتلال أي جزء من أراضيها ومن الواضح أن خريطة الطريق التي وضعها الرئيس بشار الأسد منذ بداية الحرب على سورية، حققت الإنجازات وحررت معظم الأراضي السورية من الإرهاب، وهي ستنجز مهمتها بتحرير كامل أراضيها.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا