في محاولة جديدة لتلميع صورته والتملص من الجرائم التي ارتكبها في ظل النظام التركي أكد رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو أن هذا النظام بزعامة رجب طيب أردوغان يخدم حفنة من الفاسدين الذين دمروا البلاد.
وأشار داود أوغلو الذي يتزعم حالياً حزب المستقبل في مؤتمر صحفي اليوم إلى أن أردوغان قام بتغيير النظام وأصبح الحاكم المطلق للبلاد وقد أثبت نظامه فشله بسبب سلوكياته الشخصية وعقده النفسية وعقلية الشلة الحاكمة التي لا يهمها إلا البقاء في السلطة وهذا ما يفسر مغامراتها واستفزازاتها داخلياً وخارجياً.
ولفت داود أوغلو إلى أن نظام أردوغان بما يضم من جهلة أوصلوا البلاد إلى حافة الإفلاس الاقتصادي والمالي حيث خسر البنك المركزي كل احتياطاته من العملات الصعبة ولم يعد أحد يثق بتركيا بسبب القضاء الذي بات يصدر أحكامه بناء على تعليمات مباشرة من السلطة وكما هو الحال مؤخراً في اعتقال صحفيين اثنين وثلاثة من أعضاء البرلمان.
واعتقلت سلطات النظام التركي اليوم صحفيين اثنين في إطار سياسات القمع وكم الأفواه التي يمارسها رئيس النظام رجب طيب أردوغان ضد خصومه ومعارضيه في البلاد من الصحفيين والشخصيات المثقفة وغيرهم.
وقال داود أوغلو “اعتقال الصحفيين اسماعيل دوكال وميسر يلدز وقبل ذلك إرسال ثلاثة من البرلمانيين إلى السجن من أهم سمات الحكم الاستبدادي الفردي الذي يخاف من ردود فعل الشعب ولم يعد لديه ما سيقوله للشعب بعد أن وصل إلى طريق مسدود”.
الجدير بالذكر أن داود أوغلو استقال في أيلول الماضي من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بعد تفاقم حدة الخلافات بصفوف الحزب وسط سلسلة الانشقاقات التي عصفت به.
بدوره أعرب نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق عبد اللطيف شنار عن استنكاره لاعتقال الصحفيين وقال: لقد أثبت أردوغان بهذه الاعتقالات ديكتاتورية من جديد”.
وأوضح شنار في حديث لقناة “تيل 1” أن اعتقال الصحفيين يحمل في طياته ملامح المرحلة القريبة القادمة التي ستعني المزيد من الاستبداد والفاشية التي ستستهدف كل السياسيين والصحفيين والمثقفين وهو ما أثبته أردوغان بتصرفاته خلال الأسابيع والأشهر القليلة القادمة بعد هزيمته في الانتخابات البلدية.
وفيما يتعلق باعتقال ثلاثة من البرلمانيين الأسبوع الماضي بعد إسقاط عضويتهم في البرلمان قال شنار “الآن في السجون 11 من أعضاء البرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي بمن فيهم الرئيسان السابقان للحزب صلاح الدين دميرطاش وفيكان يوكساكداغ والعشرات من رؤساء البلديات وأكثر من مئة من الصحفيين وهو ما يثبت فاشية هذا النظام الذي لم يعد يتحمل أي معارضة أو انتقاد لأي من سياساته في الداخل والخارج وبعد أن أوصل البلاد إلى حافة الإفلاس داخلياً وخلق لتركيا الكثير من المشاكل في السياسة الخارجية بسبب مغامراته في سورية وليبيا والعراق وتورطه في العديد من القضايا الخطيرة جداً.
وكان عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري اوتكو جاكير اوزار أعلن أول من أمس عن التقرير الشهري لواقع الإعلام في تركيا أن عدد الصحفيين في السجون وصل إلى 117 صحفياً فيما استهدفت السلطات الأمنية والقضائية خلال أيار الماضي بناء على تعليمات مباشرة من أردوغان العديد من الصحف والتلفزيونات والمواقع الإخبارية التي تم إغلاقها أو مصادرتها أو فرض عقوبات مالية عليها لجرها إلى الإفلاس بسبب مواقفها المعارضة لسياساته الداخلية والخارجية.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا